السبت، 25 ديسمبر 2010

تردد ٌ داخليّ .. قراره ُ مُـستعجل !

بسم الله الرحمن الرحيم

منذ ُ فترة ٍ لا بأس بها .. خرجت مع عائلتي للتسوّق في إحدى المولات الكبيرة الموجودة في منطقتنا ..

وأثناء نزولنا من طابق ٍ لآخر .. عبر الدرج المتحرّك .. كانت قد وقفت أمامي امرأة ٌ تامـّـة الحجاب والملبس ( المحتشم ) .. لكن لسهو ٍ ما ؛ لم تشعر أن ّ حجابها قد تحرّك ؛ فبالتالي بان وظهر جزء ٌ من رقبتها ..

كانت هي منصرفة ٌ بالحديث مع زوجها الذي كان ماسكا ً بزمام عربة طفليهما ..


وأنا خلفها أنظر وأراقب .. كانت ترمُــق ُ كل ّ شيء بنظرات ٍ شذرى لا معنى وسبب لها .. وقفت ُ خلفها .. شعرت الدرج كأنه كان لساعات حتى ينتهي .. وكأنني واقفة ٌ في مكان ٍ لا بدّ لي من اتخاذ قرار ٍ حتى أخرج منه ..

ترددت في نفسي كثيرا ً .. لا أدري ما السبب ؛ لكن أكثر ما أذكره هو أنني ربما قد شعرت بأنني ( سأدخل بخصوصية ٍ ) لها -كما يُـجيب الكثيرون- ، قد لا تـُرضيها ، وبالتالي أنال التعنيف والسـَـباب وبعضا ً من نظراتها تلك ..


وفي نفس الوقت ؛ أفكـّـر بأن : من أين أتت تلك الأفكار السوداء ؟ ولماذا تخيـّـلتها بهذه الوحشية ، وهي تبدو أما ً وديعة ؟؟؟


ربما في مجتمعنا ؛ لم نعتد على تقديم النصيحة ، لأننا دائما ً نرى رد الفعل السيئة .. أو نتوقع الشيء السيء من الناس حتى وإن لم نعرف عنهم أي شيء .. فالشيء والظن السيء بهم هو الشيء المقدّم بداية ً ..

عشرات المرّات كان في نفسي الإجابة بـ لا !

ومئات المرّات تسابقت مع العشرات ، بأن : نعم ! .. ولم َ لا ؟

وعندما قررت نفسي بأن : نعم !

الآن جاء دور يدي ، إما أن تقوم بسحب الحجاب وتغطية المنطقة الظاهرة من المرأة الموجودة أمامي .. وإما أن أناديها وأخبرها وتتدبر هي أمرها ..

وعادت نفسي لتحتار وتفكـّر بطريقة ٍ وبأخرى ..

ولكنني باغتها بأن اتخذت قرارا ً قاطعا ً .. ولن أراجعها به ، فقط عليّ الإقدام وفعله !

فمددت يدي ، وسحبت حجابها المنسدل على كتفها وأخفيت ما كان ظاهرا ً من رقبتها ..

والذي صدم نفسي من تلك الخطوة .. أن ّ المرأة لم تشعر بأيّ شيء بعد ذلك .. وحتى أنـّها لم تنتبه لأحد ٍ قد صنع شيئا ً لها أو لمسها !!

وانتهى حينها الدرج ، وكل ٌ منـّا قد افترق لطريقه !

الموقف الذي استوقفني حقا ً .. أننا فعلا ً ؛ لماذا هناك الكثير من الأشياء في حياتنا .. تأخذ منا وقتا ً في التفكير وهي لا تستحق كل هذا العناء من التفكير .. ؟

ولم َ أيضا ً .. نفكـّر في الكثير من الأشياء التي تمرّ والتي (قد) تمرُّ في حياتنا -حسب اعتقادنا وظنوننا- ، ثم نجد أن ّ الله قد دبّـر أمورا ً وأقدارا ً أخرى غير التي كنا نظن ..

وتتغير كل هذه الأشياء في الحياة ، بين لحظة وأخرى .. فينة وأخرى .. ثوان ٍ فقط !

فلم نكلـّف أنفسنا عناء التفكير في أمور في حياتنا لا تستحق ؟؟

ولماذا أمور هي بديهية ، تأخذ منا الكثير من التفكير ؟ والناس في مثل هذا الموقف لن تتضايق ! - خاصة أن ّ الموقف يـُظهر ويوضح هذا الشيء .. فلباسهم أكبر مثال لردّ أفعالهم !

دعوا الأمور تأخذ موضعها من التفكير فمن المؤكد أننا يجب أن نفكـّر في الكثير في حياتنا .. ولكن لا تجعلو ذلك يأخذ وقتا ً قد نستطيع من خلاله أن ننجز شيئا ً مفيدا ً في حياتنا ..

وبالمقابل بعد أن أخذنا وقتنا في التفكير ، وصنعنا ما بمقدورنا صنعه .. أن نتوكـّل أولا ً وآخرا ً على المولى عزّ وجل .. ونسلـّم أمرنا له ..

فهو الأعلم بالماضي ... وبحاضرنا .. وبما ينتظرنا في المستقبل ..

** القصة المذكورة مسبقا ً حقيقة ووقعت فعلا .. وكثيرا ً منها ما يحدث .. لكن الجميل بها والذي أفرحني بها : أنني ربما ندمت لأني لم أقوم بهذه الخطوة مع من كنت أراها من أمثالها وأخطو تلك الخـَطوة .. فسعدت بذلك ..

( هناك خطوات يجب أن تـُخطى فورا ً ، ولا يجب أن تتأجـّل ، لأن ّ الندم حينها ما سيتلوها لا شيء آخر ، فهناك أشياء تحدث في حياتنا لا تعود ولا تتكرر ...)

أسأل الله لنا ولكم الثبات ..

السبت، 18 ديسمبر 2010

هنيئا ً للذبابة !!





هنيئا ً لك ِ أيتها الذبابة !!

كيف َ عبَـرت ِ الحدود بدون ِ سؤال ٍ ولا جواب ٍ ، ولم ينظر أحد ٌ إلى جوازك إن كان صالحا ً أم لا ، ولا حتى إن كان قد خـُتـِم َ أم لا ...

ولا السؤال الطبيعي بإظهار جوازك ...!

أخـَفَّ عليهم الحـِمل ُ فلم يسألوك ِ ؟ أأنت ِ أكرم ُ منّـي بعدم السؤال ؟

كم أشقى وأتعب في الركض خلف المعاملة ِ لإخراج جواز سفري ..

وأراك ِ أنت ِ قد عبرت ِ الحدود ، وقطعت ِ مسافات ٍ لا خـُبـْر َ لك ِ بها .. وحتى لم تدفعي تأشيرة الباص !!

كم تمنى بدر شاكر السيـّاب وكم سيتمنى الآن عند رؤية ذبابة ..

قد قال سابقا ً :

( ليت َ السفائن َ لا تـُقاضي راكبيها عن سفار ِ ..

أو ليت أن ّ الأرض كالأفق ِ العريض بلا بـِحار ) !!

كم تمنى الذهاب إلى الوطن ، وطنه العـِراق ، وهو يراه بالأفق ولكن لا يستطيع لمسه فوصل إليه بروحه ..

ولم يَمشي فطاف َ به قلبه ..

وأنت ِ أراك ِ قد قطعت ِ الحدود بلا عناء جواز السفر وإحضاره وخـَتـْمـِه ..

وركبت ِ الباص بلا تأشيرة القـَطـْع !!

ولم يسألك ِ أحد من أنت ؟ ومن أين ؟؟؟

رغم شقائي وعنائي في كل ِّ ذلك .. إلا ّ أنني أسعد ُ منك ِ يا ذبابة !!

فأنت ِ لم تـَرَيّْ وطني بتلك العين التي رأيتها بها ..

ولم تـَطوفي بجناحيك ِ فيه كما طافت روحي به ..

وقلبك ِ ما دق َّ لكل ِّ خـَطوة ٍ ، كما دق َّ قلبيَ الذي سار في أرجاءه ..

فقطف َ من ثـِماره .. وغـَرَف َ غـَرْفـَة ً من فـُراتـِه ..

بالتالي ، لم يـُخالـِط فـُراتـُه ُ دمك ِ كما خالـَطـَه أنا .. فدمي من تراب الوطن ِ الطاهر زاد طـُهرا َ بفـُراتـِه ، أمـّا دمـُك ِ أنت ِ !!! ،، فلا أدري أيّ حاوية ٍ قد فرّغت عفنها ورائحتها بك ِ ..

فلتنظر الحدود ُ إليَّ كما تشاء .. فأنا أكرم ُ منك ِ في كل شيء ..

ففي تأشيرة ِ الباص ؛ دفع ٌ للكرامة ِ والعزّة ،، ولم يكن سوى من سبيل ِ شقاءنا اليوميّ ، فـ يُدفع ُ لنا ، وندفع ُ لغيرنا ..

وجَـواز ُ سفري ؛ هي إحدى دلائل وجودي ومعاملتي كـ (إنسان) له ُ حقوق ٌ وواجبات .. أمـّا أنت ِ ! فما الذي يُـثبت ُ حقوقك وواجباتك ِ ؟!

وكل ُّ شيء ؛ ورُغم َ كـُل ِّ شيء : يهون ُ للوطن !!

الجمعة، 10 ديسمبر 2010

البـَتـُول ْ || Facebook

بسم الله الرحمن الرحيم

مدوّنة البـَتـُول ْ .. فتحت لنفسها بابا ً لتصل إليكم أينما تكونون ..

تستطيعون إضافتنا للجروبات التي تحبونها ، فتجدونا معكم بـ : الفيس بوك ..

افتح الرابط هذا ؛ لنصل لكم ولأحباءكم

البـَتـُول ْ || Facebook


وأهلا ً بكم .. أينما كنتم ..

جمعة طيّـبة أتمناها لكم ..

الخميس، 2 ديسمبر 2010

سُقيا رَحمة !




بسم الله الرحمن الرحيم

من ّ الله علينا اليوم بحضور صلاة الإستسقاء .. ولأوّل مرّة أحضر هذه الصلاة ..

في طريقي للذهاب لصلاة الإستسقاء .. لا أدري ما الذي جعلني أذكر قصّـة سيدنا موسى عليه السلام عندما جمع 70 رجلا ً من قومه لميقات الله ..

فشعرت بأني بهذه الصلاة .. وتوجهي لتلك المنطقة .. كالذي قد ذهب ليناجي الله ويقف بين يديه .. ليتلقى ما يتلقى !

أن تذهب للصلاة .. لم يكن يـَخطر في بالي أن ّ لهذه الصلاة هذا الأثر الكبير ! .. فاختيار الدين لموقع ٍ مفتوح لتتم صلاة الإستسقاء ، من المؤكد لم يكن عبثا ! ..

تشعر فعلا .. عند دخول الناس وتوافدهم .. ودخولكم جميعا ً للصلاة

كأنـّهم مجتمعون للحساب .. وتفريغ ما في قلوبهم .. فقلوبهم مثقلة .. وكلـّهم أمل ٌ ورجاء أن يتوب الله عنهم ويعفو ..

وكأنهم أيضا ً ؛ يختبرون بهذه الصلاة صفاء نواياهم وأعمالهم .. فالقبول ونزول المطر .. دلالة ذلك ..


فوصلنا إليهم .. وقلوبهم منكسرة : أستغفر الله العظيم وأتوب إليه !

كان المكان كما توقعت .. مليء بالروحانيات .. و(الهدوء) .. ولا يُسمع سوى صوت استغفار الإمام من السماعات .. وتحرّك الهواء !



وكأن ّ الكل جُـلوس ٌ مرتقبون حكما ً ما يُحكم بهم .. وينتهون من انتظارهم هذا .. وعلى رؤوسهم الطير !

سَـرت القشعريرة ُ في جَـسدي .. شعرت لوهلة من الزمن أنني لا أنتمي لأحد .. وأنني فعلا بين يديّ الله ! .. وكأنني في تلك اللحظة .. لا أستطيع الذهاب يـُمنة ً أو يـُسرة ً .. فبقيت ُ في مكاني بدون حـِراك !!

حتى أعلن َ الإمام إقامة صلاة الإستسقاء .. فأخبرنا : أن ّ صلاة الإستسقاء مثلها مثل صلاة العيد .. الركعة الأولى يكون بها 7 تكبيرات وقراءة سورة الأعلى .. والركعة الثانية بها 5 تكبيرات وقراءة سورة الغاشية .. وهي بلا أذان ٍ ولا إقامة ..

فتأهب الجميع للقيام ؛ لأداء الصلاة ..




وعندما انتهينا من الصلاة .. شعرت بها كأن ّ شيئا ً ثقيلا ً انزاح عن قلبي .. وأزاح همّـه .. وأغدق سكينة ً وهدوء ً ، كتلك التي كانت تحف ُّ المكان ..

فالتفت ُ بعد َ الصلاة .. لأجد هذه خلفي .. تنظر ُ إلينا !


وتساءلت ُ في نفسي :

أتوبتنا ، وأعمالنا خلال هذين اليومين عندما سمعنا عن صلاة الإستسقاء ، نصحونا أن نتصدق ونصوم ونردّ الحقوق لأصحابها وأن نستغفر الله .. فهذه هيّ السنة في ذلك ..

أكلـّـها هذه ، أنتجت هذه الغـُيـَيْمة ؟

إن كان ذلك صحيحا ً .. فما ظننا بالأعمال التي فعلناها سابقا ً ؟ وهل أصلا ً هي مقبولة إذن ؟

وأخذتها بعد ذلك من جانب ٍ آخر .. أن ّ الله يمن ّ علينا رغم تقصيرنا الكثييير تجاهه .. ليس لأننا أهل ٌ لما يُقدمه لنا .. بل لأنـّه أهل الكرم والجود والمغفرة ..

ولا يحتاج من عذابنا شيء .. ولأنـّه يحبـّنا .. والله رؤوف ٌ بمن يحب ..

أنا على يقين ٍ بأن ّ الله لن يخذلنا ولن يخذل دعاءنا اليوم ؛ إن شاء الله .. فحاشاه أن يردّ دعاء عبده أو أيدي رفعت أكف َّ الضراعة ِ إليه ..

فدعاؤنا وأعمالنا جميعها محفوظة ٌ لديه .. فإن لم يُستجب اليوم ، فغدا ً .. فإن لم يكن غدا ً .. فسنلقى دعاءنا بإذنه جزاء ً لنا في الجنـّة ..

وخـَطب َ الإمام بنا .. خطبة الإستسقاء .. وبعدها في القـِسم الثاني للخطبة ، كان الدعاء ..

ومن سُنن هذا الدُعاء .. يُندب أن تـُلبس الملابس -لدى الرجال- مقلوبة على ظهرها .. فتـُـلبس حينها اليد اليمنى باليسرى واليسرى باليمنى .. والأكف عند الدعاء تكون مقلوبة ؛ فبطن الكف ّ للأرض وظهر الكف للسماء ..

وفي ذلك وجه ٌ من أوجه ِ التذلل الظاهرية في الدعاء .. ولا ننسى تذلل القلب وانوصاله بالله حين الدعاء ..

بعد ذلك .. قام َ الجمع ُ بالمـُغادرة .. مُعلنين فيها انتهاء ما كانو فيه ! .. فإما ينجح دعاؤنا فيسقينا الله مطرا ً سائغا ً يكون لنا سُقيا رحمة .. وإما ..........


وبقيت تلك الـغُـيـَيْمة واقفة ً .. حتى خرجنا .. فوجدتها .. كأنـّها تخبرنا بشيء ٍ ما ..

ومؤكد ٌ أن ّ أملنا بالله باق ٍ .. وظننا به ِ جميل ٌ ..

***

تجربة الإستسقاء هذه ، جميلة ٌ ورائعة ! .. وإن لم تـُمطر ِ السماء على الأرض مطرا ً .. فأنا موقنة ٌ أنها أمطرت على قلوب العباد الذين حَـضرو اليوم فرحا ً وغـِبطة ً بمناجاة الله ..

فكلهم خرجوا .. وهم متفائلون وكلهم أمل .. والفرح ُ يعلو سرائرهم ..

أنصحكم إن مرّت بنا الأيام .. وأعادو هذه الكرّة في أيّ مكان في العالم .. أن تحضرو ولا تفوتو هذه الفرصة َ أبدا ً ..

والله إن لم يُنلنا من هذا الإستسقاء مطرا ً .. مؤكد ٌ أنـّه سيعوّضنا بشيء غيرُه ..

ولكن بالمقابل .. يجب أن نـُعاقب أنفسنا .. وأن نصدها عن هواها ...

فيا ربّ ثبت أقدامنا وارحمنا وعافنا واعف ُ عنا ..

وصدق الشاعر حين قال ::

يا خالق الأكوان باللـُطف ِ عاملني
مالي عمل يُرضيك أنتَ الغني عني

وآخر صدق حين قال ::

سُبحانَ من عَنـَت ِ الوجوهُ لذاتهِ
ولبأسـهِ تـَعلو الرِّقابُ وتـَخضعُ !


سُبحانَ من غـَمَرَ الوجود َ جمالهُ !
من ذا سواهُ لكل ِّ كـَرب ٍ يَدفع ُ ؟


ما خابَ من يَرجو؛ ناداك َ:(يا ربْ) بلهفةٍ
ما خاب َ من أمسى لبابــِك َ يَقرعُ


وتقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال ..

الخميس، 25 نوفمبر 2010

أبق ِ على جمال ِ ذكرياتك ورونقها ؛ وإن كانت مؤلمة !



اللحظات الجميلة .. هي اللحظات التي تخلد في أذهاننا وتحمل كل معاني السعادة ،

فلا تندم على لحظة جميلة عشتها حتى ولو صارت ذكرى تؤلمك ، وكذلك هي لحظات الحب والجمال التي عشناها مع من نحبهم ،

فإذا كانت الزهرة جفـَّت وضاع عبيرها ولم يبق َ منها غير الأشواك ، فلا تنس َ أنها منحتك يوما ً عـِطرا ً جميلا ً أسعدك ،

لا تكسر أبدا ً كل الجـُسور مع من تحب ، فربّما شاءت الأقدار لكما يوم َ لقاء ٍ آخر ...

***

كلمات ٌ قيلت لي في السابق ، وكانت محور تغيير في حياتي في الـقـِدَم ..

أتمنى من الكل أن يتعامل هكذا مع اللحظات القاسية في حياته .. كي لا يقسو على ذاكرته وعلى من عاش معهم هذه اللحظات الجميلة ..

فالأقدار بها شيء ٌ عجيب .. لا يعلمه سوى الله !

فقط ثقو بأقدار المولى .. و دَعوا جمال لحظات حياتكم ولا تعكـِّروها ، فهي الشيء الواحد الباقي .....

أُهدي هذه الكلمات لكم .. ولمن أرسلها لي يوما ً من الأيام لأُخبره : أنني ما نسيتها ، وكانت ذا تأثير ٍ كبير ..

أتمنى أن تكون لكم كذلك

الأحد، 21 نوفمبر 2010

قلبٌ بأربع حجرات نابضات ..



بسم الله الرحمن الرحيم

بمبادرة شبابية .. بسيطة المحتوى ، لكن ّ أفكارها كان مرتفعة جدا ً ..

ونواياها كانت تعانق عنان السماء .. مع فريق مسك الحياة



لم نكن نعلم حينها .. أننا سننُجز كل هذا .. وأنها ستنتشر بهذا الحجم الكبير ..

ولكن لله الحمد والفضل والمنـّة ..

هي حملة عبارة عن كلمة صغيرة وضعت على فراشة مقصوصة ، ثـُبّتت بها قطعة حلوى .. أردنا بها أن تُـوزّع على المـُصلـين في صلاة العيد ..

وقدّر الله لهذه الفراشات بأن تطير ، فطارت في دول ٍ أربع ، هُن ّ : الأردن ، فلسطين ، الإمارات ، السعودية ..

وشاركنا أيضا ً في الأردن ، جمعية مجددون الخيرية


التصميم الذي وضعناه على الفراشة :


وثارت المحبّـة والتعاون ، وحبّ هذه الفكرة في أعضاء الفريق .. فغدت كل واحدة ٍ منهن ّ تصنع وتنشر لغيرها .. ففي الأردن تم توزيع هذه الفراشات في أكثر من 12 مسجدا ً ولله الحمد ..

إن ّ فرحة العطاء في هذا المشروع لا توصف .. وإن كان مشروعا ً صغيرا ً .. لكنني أستطيع أن أقول : أننا أنجزنا وأسعدنا الناس ولله الحمد ..

ففراشات مسك الحياة :

حلّـقت في أرض ِ الله الواسعة مع أول إطلالات شمس أول يوم لعيد الأضحى المبارك ..
حلّـقن في : الأردن ، فلسطين ، الإمارات ، السعودية ..


فأنت َ يا مسك الحياة ؛

لم تعد حلما ً .. أنت واقع يؤكد ويُثبّت قدمه في هذه الأرض ، يوما ً بعد يوم

فأسميت الحملة حينها :

قلوبٌ حلّقت وأشواقٌ تطايرت ، لله ِ تقرّبت ♥♥♥


أتمنى من الله أن يُبقي على هذه الرابطة بين هذه القلوب .. ويقوّيها ويشدّ من أزرهم ويحفظهم ويقوّي عزيمتهم ..

وأن يُمهّد لنا الطريق ..

والجدير بالذكر ولله الحمد .. أن ّ الفريق لم ينو ِ صـُنع َ عمل لوجهه تعالى ، إلا ّ وتيسّر ذلك من حيث ُ لا نـَدري ولا نحتسب ..

لذلك ؛ اللهم أدم ودّك بيننا .. ورضاك َ علينا .. آمين

وصلات ُ قلوبنا ، تجدونها هنا أيضا ً ::

من فلسطين : آلاء سامي

من الأردن : هبة علي

من السعودية : أية العوبلي

ومندوبتنا الرابعة في الإمارات الشقيقة ، للأسف أنها لا تمتلك مدوّنة خاصة بها .. لكن عطاءها معنا كافيا ً ..

لا تنسونا من صالح الدعاء ..


أحـبّـك يا موت ..

لماذا نخاف الموت ؟

ولماذا أصبح الموت لدينا هاجسا ً في كل شيء في الحياة ..

وإذا ذُكـِر الموت كان كأنه شيء فظيع ولا نريده !

لم َ دائما عندما يُخبرونا عن الموت وما يليه .. بأن ّ كل شيء بعده :

سيكون عذاب وجحيم ، ويضيق القبر بصاحبه ، وأهوال ٌ ما بعدها أهوال ..

ولم يذكرو لنا - إلا ّ ما رحم الله ، وهم قـِلـّة - أن ّ بعد هذا الموت ، نعيم ٌ مقيم ، وحون ٌ وعين .. وربنا غفور ٌ رحيم ..

فلا يذكر الموت عند الناس ؛ إلا ّ ويذكر العذاب وما يليه .. ولا يذكر إلا ّ بذكر التعذيب والحَريق ، ولذع ِ الإنسان وحرقه ! ..

كأن ّ ربنا غير رحيم ، وكأنّـه جعل الموت أداة ً لتعذيبهم لا لإسعادهم أكثر ؛ وحاشاه أن يكون كذلك !

ولا أدري أيضا ً من أخبرهم أننا قـُساة ُ القلوب ، لن ينفع أن يحدّثونا بأسلوب ترغيب ٍ .. قبل ترهيب ..

فرُبطت المفاهيم ببعضها بأسلوب ٍ خاطئ ، فأصبح الإنسان يخشى تلك اللحظة !

حتى نرى إنسانا ً حسن َ السُمعة يموت ، فنرى خاتمته الحسنة بأم ِّ أعيننا .. ونستعجب ! أين حديثهم عن الميّت ، وعذابه عند الموت وآلامه ، وأين كل ذلك السوء المزعوم ؟؟

حينها نتساءل في أنفسنا : ما قصدهم بذلك كله وسوء وصف الموت ؟

برؤيتك تلك ؛ يتغيّر مفهوم الموت .. فيُصبح شيئا ً تنتظره وتتمناه ..!

وحينها تفهم لماذا أمهات ٌ في التاريخ أرسلو أولادهن ّ (بأيديهن) ليقاتلو ويموتو في سبيل الله .. وما زال هنالك الكثير من النسوة من هم سائرون على نهجن ّ لأيامنا ..

حينها أيضا ً : يتجلى لك حُسن ما خبّرنا به الله ، وحُسن َ ما ينتظر ُ الإنسان من نعيم ٍ مقيم في الآخرة .. وفرح ٍ وسرورٍ ، لا تذكر وقتها الحزن أبدا ً .. ويصبح الحزن والتعاسة من الأمور التي لا يعرفها الإنسان ابدا ً .. ولا معناها

أصبحنا في عصرنا .. ننتظر أن نعيش التجربة في كل شيء .. لأننا للآن لم نجد من يصدقنا القول في كل شيء ، وليس كلّهم عنده العلم السليم لينصحنا النصيحة السليمة ، ومن هم كذلك ، فقدناهم ولكنهم زرعو فينا ما زرعو ..

أتمنى أن تتغيّر فكرتنا للموت ، تلك الفكرة المخيفة ، انتظروه بقلوبكم ، حينها ستـُحسنون في الكثير ..

صحيح ٌ أن ّ عمر بن الخطاب كان لديه خاتما ً مكتوب عليه : كفى بالموت واعظا ً يا عمر ..

فهو بالنسبة لهم على قول الحبيب المصطفى عليه السلام : هادم اللذات ..

فلم الموت وذكره ليهدم لذاتنا بذلك الذكر السيء لها .. فهو يُزيّن أفعالنا .. ونجعل أعمالنا أنقى وأفضل وأتقن ..

فاذكروا الموت َ دوما ً .. تــُحسنون العمل ، والجزاء في الأخرة .. إن شاء الباري


الاثنين، 15 نوفمبر 2010

فجرُ عـَرَفة ..




ما أجمل َ أذان الفجر !

كأن ّ الفجر َ موجود ٌ في حياتنا ليوضـّح لنا ماهية الأيام ومناسبتها ..

الصوت ُ في الآذان نفسه ! .. والكلمات فيه نفسها !! .. لكن ؛ لرمضان رونق الصوت ِ مختلف !

وها هي َ أيام ُ العشر الأوّل من ذي الحجـّـة ، وها هو صباح يوم عرفات ..

يوم ٌ يهلل فيه الناس ويكثرون من ذكر المولى ..

يكونون فيه بلا فـِكر ٍ لمال ٍ أو وَلد ٍ أو تـَلد ..

فكل ُّ ما يشغلنا في هذا الوقت ! ، إلى من نفرُّ ، وكيف نفرُّ .. واجعلنا ياربّ من المقبولين

كل ُّ يدعو ليعود إلى سابق عهده عندما كان في بطن ِ أمّـه .. بلا حسرات ٍ وآلام ٍ وذنوب !

وما أجمل َ أذان الفجر ! ..

كأنـّـه يقول للناس لاغتنام هذه الأيام المباركة .. بأن : لبيك َ يا رب ِّ وسعديك ، لا منجى ولا ملجأ منك إلا ّ إليك ، والخير ُ والفضل ُ كلّـُه ُ بين َ يديكْ ..

وقلبي مركون ٌ ينتظر ُ بشوق ٍ يوم َ لـُقياه بأصحاب ذلك المكان في الدنيا .. ليعرفوه أكثر ويشفعوا له في الآخرة ..

ربّ إن ّ قلبي منفطر ٌ ومركون ٌ منذ ُ زمن .. وألم وشوق اللـُقيا اعتصرا بقلبه في ذاك المكان ..

فلا تخيـّـب رجاه ، فهو يخبرني بأن : حاشاك ْ !

********

الأيام ُ تمرُّ ونحن ننظر إليها .. يا لـقـِصَرها وطول أمانينا .. !

انظر لعمرك ؛ أهو عشرون ؟ أربعون ؟ ستون ؟ .. أين الأيام هذه كلها ذهبت ؟

وكيف مرّت بهذه السرعة ؟ .. وكيف انقضت ؟ ونحن الآن بستين عاما ً !!!

إن ّ مقال َ الحديث ِ هنا ليس للوعظ والإرشاد أبدا ً ؛ بل للتفكير والنظر في النفس والخـَلقْ !

وكيف أن ّ الدنيا تنقضي وتسير ولا تتوقف .. سواء ٌ كنا واقفون أم قاعدون ، عاملون أم غافلون !

تسير وتسير .. ولا تنظر ُ لنا أو تعيرنا أي اهتمام !!

وإلا ّ فانظر ! ؛ كم سعيد وكم تعيس ؟

وأين َ من كانو معنا بالأمس وشاركونا فرحة َ العيد ! .. أين هم الآن ؟ أهم سعداء أم أشقياء ؟

إن كانو سعداء ؛ سيكون العيد لنا فرحة ً وزينة ً وبهجة ! .. بها نغتسل ُ من ذنوبنا بهذه الأيـّـام .. وبها نـُبشـِّر ُ أنفسنا ونؤملها بحسن العمل وطـِيب اللقاء وبهجته ! .. ليكون جميعنا سعداء !

وإن كانو أشقياء .. أبعدنا الله عنهم .. ندعو لهم لنكون جميعا ً من السعداء !

ربنا تقبل منا صالح الأعمال .. واجعلنا من المقبولين لديك يا الله ! ..

ربنا ولا تجعل منا شقيا ً ولا محروما ..

أكثروا من الخيرات ، فوافر ُ حظـّـها وكلـُّه ُ عائد ٌ لكم أنتم ..

ومن المولى ؛ بالأضعاف !

بوركتم ...

الخميس، 11 نوفمبر 2010

يسألني من هو ؟ وما جرى؟


قادم ٌ جاء َ من بعيد ٍ منطلقا ً ..

ينظر لما احتشد َ عليه الناس .. ولماذا كل ُّ هذا التجمّع ؟

في طريقه ، كان يفكـّـر ! ،

ماذا حصل ؟ أهو َ حادث ٌ ؟

ومن يا تـُرى في هذا الحادث ؟ أهم أطفال ؟ وكيف سيكون منظرهم ؟

أشعرُ أنني لن أطيق لرؤيتهم قوّة !

لكن منظر الناس لا يوحي بأنّ هناك حادثا ً مروّعا ً لهذه الدرجة !

فالناس ُ واقفون َ في سكينة وهدوء .. إذن ، لم َ هذا التجمُّع ؟ ولم هذا الهدوء ؟

إن ْ كان فرحا ً ، فالفرح ُ له مظاهره ، ولكنـّـي لا أراها واضحة ً !!!..

وإن كان حُزنا ً .. فالحزن ُ غير باد ٍ إلا ّ من جهة ٍ واحدة .. قلوبهم !

اقترب الرجل ُ ، وأخذ ينظر ُ في المارّة ، حتى رأى من يعرفه ..

فأقبل عليه وأخبره ،

ما الذي يجري هنا ؟ ،

فأخبره صديقه : أن ّ الناس مجتمعون لتوديع شخص ٍ كان قد مرَّ من ههنا كثيرا ً .. وترك في قلوبنا الأثر َ الكبير .. لأنـّـه الآن في ذمـّة مولاه ..!

فبُهت َ صديقه ! .. أن من هذا ؟ أأعرفه ؟

أخبره : أتذكر ُ من كان َ البدر ُ قد أخذ من وجهه قـِطعا ً ونورا ً ؟

أتذكـُـر ُ من ملء بابتسامة ِ قلبه الحيّ ، فكنـّـا رغم ما فينا .. يبتسم قلبنا قبل شفانا ؟

ومن كان في الركن الأوّل خلف الإمام يقف ..

من كان كالنخل ِ ، باسقا ً ، طلعه ُ نـَـضيد ٌ مثمر ٌ أينما حل ّ وارتحل ؟

فتراها الرُّطب َ حولـَـه مثمرة ً ، تسقط ، يلتقطها من يلتقطها ؟؟

ولم نرَ انحناءة له قبل صلاته تلك .. ولا بعدها ..

فبُهت َ الرجل ُ بما سمع .. فسلـّـم عليه ..

وظل َّ ماشيا .......


الأحد، 31 أكتوبر 2010

{ في عـِقدي الثاني ..




في تشرين الثاني .. أتممت ُ يا أبي عِـقـْدِي َ الثاني ..

قد كانت آخر أيـّـامي فيه ِ مؤلمة ً ..

كبّرت قلبي الكثير َ من الأعوام .. بفـَقـْدِك ْ !

ما كان ليضرّه شيء .. بإيقانه بقضاء الله وحكمته ..

فكان مني بذلك لجوء ٌ وحـُسن ِ مسألته ..

أعوام ٌ عـِشرون ، لا أدري كيف َ مرّت ؟ وما حالها ؟

مضت فيها أيام كانت لـَعمري أكثر من عشرين !

ولكن يبقى عدّاده لا يتجاوز العشرين !

أبي ...

تركت َ فتاتـَك َ قبل أن تـُتـِّم َّ عِـقـْدَها الثاني ..

تتجرّع الغصـّة في قلبها .. بدونـك ْ !

كم أذكر دوما ً ؛ أنني كنت أظنـّـك قد نسيت َ هذا اليوم ..

حتى تـُباغتني بما أحب .. وكم كانت تكفيني ابتسامة ُ رِضاك َ على وجهي !

ودعوة ٌ منك لي .. تـُبهج ُ قـَـلبي وتـُسعـِدُه ..

ما زالت تلك الإبتسامة ..

وما زال الدعاء وصداه .. في قلبي ..

يؤنساني في وَحشـَتي .. ويُزيحان هم َّ قلبي ..

فأفرح ُ ! ، وأنطلق ُ من جديد ٍ ؛ بدعاءك !

أبي ؛ في أيام قبل تمامي لعـِقـْدِي َ الثاني .. كنت ُ قد زِدْت ُ عشرين عاما ً .. فكيف َ لي بباقي عـُمري ؟

يا رب ِّ لا راد ّ لقضاءك ، واحكم َ الحُكم َ فيه ..

ولكن يا أبي ؛ لم تعلم كم زِدْت َ في حنيني وشـَوقي للـُقيا ربي .. فقد زادت الودائع ُ ، وآخرها بك َ يا أبي !

فلا يهم ُّ الآن كم سيكون في عـُمري ويـَـنقضي ..أو ما يُـحـْـتــَسب ُ معنويا ً ..

يهمُّني يا رب وأنت َ راض ٍ عنـِّي ...


الجمعة، 29 أكتوبر 2010

معنى ً آخر ..




كم كنت ُ أزعم أنني أعرف ، وأفهم !

وأن ّ كل تأشيرة ً لها معنى ً في عقلي وقلبي ..

ولماذا الآن أجد ُ نفسي وحيدة ؟ ، تركبني الأسئلة والمفاهيم ..

ولا أملك من ذلك الفـَهم سوى حَسرة السؤال !!

أكـُنت َ تـَرمي أن تتركني لحسرة السؤال والنفس ؟

وتأنيب الضمير ووجع ِ القلب ؟

وهل كنت تحضّرها أيضا ً لكل ّ ذلك ؟ فأقنعتني ونفسي بأننا نفهمك ؟ ، وأننا نعرف الكثير ؟

وها قد رحلت َ الآن !

ولا أدري ،

أرى معرفتي كلها ، قد ذهبت معك !

وجعلتني مع أميّتي نقاسي ألم َ فِراقك .. الذي اعتدناه ..

ما تلك الثقة التي كانت تتملكني ؟ ، وأين هي َ ؟

ولماذا فقدت الكلمات معانيها لديّ ، فأصبحت ُ أتمنى من كل ِّ كلمة ٍ أن تحتوي معنى ً آخر ، غير َ الذي أعرف !!

ونفسي تــُـمنـِّي نفسها ، أنها لا تفهم الكلمات ولا تعيها ، وأنها تحتوي معنى ً آخر مخفيّ ، قد يظهر بين لحظةٍ وأخرى ..

نفسي وحدها ، تعلم ذلك المعنى ، ووحدها التي تؤمـِّل ُ في ذلك ..

وترتقب في ظل ِّ الأمل ..

ما كان الفـِراق في خاطرها ، مع أنها آمنت به كثيرا ً .. لكنـّها استبعدته على الأقل حتى قرن !

ولكن ّ القرن فجأة ؛ قد تحوّل لثوان ٍ معدودة ،

تتصارع ُ خلاله نفسي مع التوديع ، وسَـيـل الكلمات التي هاجت بذاكرتي ..

بأن : هناك الكثير ما أريد أن أُفصح َ عنه ؛ فلا تذهب الآن !

رحلوا جميعا ً ..

وما زالت الكلمات تعتصرني ، ولم تكن لتذهب كل تلك الكلمات وتدعني وشأني ..

بل كانت تزيد كل ّ يوم !

كأنها قد وجدت في مخيّلتي بيئة مناسبة ، لتعيش فيها وتتكاثر ..

وأراها الآن تتربى في ظلال ذلك أيضا !

*******

ألا أيتها الذكريات .. ما كنت ِ لتتركيني وشأني

ففي كل ِّ رُكن ٍ من الأركان ِ نجد من فقدناهم ، وكأنهم تركو أرواحهم في ذلك المكان ..

حتى إن عُدنا لذاك المكان يوما ً ؛ نراهم ! .. ونـُسرِّي بذلك عن أنفسنا !!

فكل ُّ رُكن ٍ من الأركان ِ يَركـُن ُ إليك ..

ألا ما أجملك أيتها الذكريات .. تركت ِ لنا أجمل ما يُحب القلب .. وأفضل ما رأت العين ، وخير َ ما سمعت الأذن ..

ولا تدرين أيتها الذكريات بعد ُ ، أنني بفضلك ؛ نسيت كل ما آلموني به ، وما آلمتنا به الحياة ..

وها أنا الآن ؛ أرى جمال الأيام التي قضيناها سويـّـا ً ، وأرى المحبة َ التي كانت لديّ لهم ، تزيد ُ مع الأيام ..

هم قالو قبلا ً ( بعيد ٌ عن العين ، بعيد ٌ عن القلب ) ! ، وكذبو في ذلك !

فلماذا الآن أجدني قد زادت محبّتهم في قلبي ، وعيني تراهم رغم أنهم راحلون ؟

ورغم َ أنفك َ أيها البُـعد ما زلت أحبهم ، ويعنون لي الكثير ..

وجودهم في حياتي أغناني عن الكثير .. وببعدهم كانت لديّ المناعة ُ عن غيرهم ..

ما ذاك الكم ُّ من العطاء ِ الذي أعطيتمونيه حتى وجدت ُ أنني أوزّعه على العالم كله وأُفيض عليهم منه عطاءا ً .. وكأنه لم يُمـَس ْ ؟

الثلاثاء، 26 أكتوبر 2010

الـــراحــــلـــــــون ْ ...!!!




بلـِّـغوا له مني التحية َ والسلام ْ ...
مبعوثان ِ بــِرِّق ٍ ..

على طير ٍ حمام ..!

هـَنـِؤه ُ بالعيد ..

فهو من غير ِ رضاه ُ ليس َ بـ سعيد ..!!!

ولن يضحي بذلك الكون ُ ..

في إشراقة الفجر ِ الجديد ..!!

وأنا ...!!

في بـُعـْـد ٍ طويل ْ !!

شدّوا الرحال َ من غيري ...

والشوق ُ سار بي لهناك َ ..

قبلهم ..!

طاف َ ، سعى ، ورمى ...

رمى الجمار َ على العدو ِّ الغابر ِ ..

وغادر َ البقاع َ ..

والشوق ُ يخنـُـقــُـه ُ ..

هل ْ من لقاء ٍ يكون ُ قريب ْ ؟!!

ثم َّ عاد ْ ...!

ذهب َ إلى الحبيب ْ ..

صلـّى هناك َ ومن ثــُم َّ دعى ...

والحزن يقتله ُ ..

والذنب ُ يـُـخزيه ْ ..

وعاد َ ..

عاد َ مهاجرا ً ..

هاجر َ وارتحل َ مـِن ْ أجمل ِ البقاع ْ ..

من بياض ٍ يعلوه ُ بياض ..

من فوقه ِ نور ٌ ..

يقتل ُ السـَّـراب ْ !!!

عاد َ لدنياه التي ودّعها من قليل ..

بـ نيّـَة ٍ صافية ٍ ..

تقتل الهم َّ والبرد َ والزمهرير ْ !!

يا رب ِّ تقبل ْ مــِنــّـا ..

فإنك بنا عفو ٌ كريم ْ ..

أتدري ..؟!

أنها كانت رواية ؟!

وتدري ، أن َّ ما ابتداعا ً ؟!

فمتى يا ترى يغدو مجازا ً ؟!!!!



*** الـــراحــــلـــــــون ْ ...!!! : العنوان مقتبس من اسم قصيدة للشاعر د. عبد المعطي الدالاتي

الأحد، 24 أكتوبر 2010

بداية ُ عـَهد ٍ جديد معك ..

ماذا أخط ُّ بقلمي ، ودم ُ قلبي يُسابقه ؟ .. يُريد أن يَبوح قبل الجميع بما يكتـَنـِه أحشاءه المنقبضة ..

بـ فـَقـْدِك ْ ! ..

من تلك اللحظة الأخيرة ، تتساءل نفسي .. أتـُراها تكون الأخيرة فعلا ً ؟ وأن لا رجوع َ بعدها ؟! كيف َ يكون ذلك إذن ؟!

إنها لآوّل مرّة - يا أبي - يَخطـُر في بالي فراقك .. ويباغتني فورا ً في تلك اللحظة .. لم َ استعجل هكذا مع القدر ، لست ُ أدري ؟!

دقائق ُ مرّت ، لا أعلم ما جرى بها .. حتى رأيتك وجسدك َ ممهدا ً هناك َ ( ومغطـّـى ) .. لم أشعر حينها بخوفي من الموتى ورهبتهم .. فقد أردت أن تمسـَّني أرواحهم وألقاك َ لأخبرك َ الكلمة الأخيرة ( ... ) ..

فـ ضممتـُك َ وقبـَّلتـُك َ .. وكانت ِ النظرة َ الأخير ...!

*****

تلك الدقائق لا أدري كيف مرّت ..

وجهك الوضـّـاء ، أزاح َ عن قلبي الكثير .. وابتسامة شـِديقك أنالتني كل بهجة في هذه الدنيا .. إن قدّرها لي القدر مُقدّما ً .. تكفيني تلك الإبتسامة المحفوظة !

آأبي ؛ إن ّ قلبي يحترق ُ لـَهيبا ً لفراقك .. ولا يملك ما يَرثي به ويتكلم .. وإنـّـه لمـَحزون !

رؤيتك المُبشـِّرة تلك .. أزالت عنه الكثير .. وإن كان ليحزن على شيء ؛ فعلى نفسه !

وكيف له أن يحزن ؟ ؛ وأنت َ لم تعلمه الحزن يوما ً .. وداريته بالصبر والحـِلم والأمل .. فأزلت َ الحزن وأبعدته ..

والآن ؛ ها قد رحلت َ وتركته وحيدا ً لكنه غير حزنان عليك ، بل على فراقك !

******

يا أبي ؛

أنت َ لم تفارقنا سوى جسدا ً .. لكن ّ روحك تلف ُّ قلبي لفـّـا ..

ويا أبي ! ، ها قد تركت فتاتك الصُغرى تشيخ ُ في أيام ٍ من دونك ! .. من ذا الذي - يا أبي - سيناقشها كما كنت َ تفعل ، ويصوّبها ويقوّمها ؟..

وروحك الطاهرة تلك .. تـُضفي على بيتنا هدوءا ً وسرورا ً ووقار ُ قلبك في وجودك ..

أنرثيك َ يا أبي أم نرثي أنفسنا ؟!

*******

كنت ُ دائما ً - يا أبي - اُراقب ُ الموت َ من حولنا ، كيف كان يخطف الناس .. ولم أر َ أنـّـه بهذه السرعة سيُصيبنا ويقترب منا .. هي أقدار الله يا قلبي !

وهي نفسها التي أرَتنا البُشرى على وجه أبي فما حزنـّـا على شيء بقدره على أنفسنا ..

*******

أبي .. كنت َ وما زلت َ وستبقى أروع َ إنسان عرفته ، ولا أعتقد أن ّ القدر سيـُظهر لي أحدا ً مثلك تماما ً ..

فهل يـُعَـوَّض الأب ؟

هي الأقدار يا أبي .. هي الأقدار يا قلبي .. وحال ُ الدنيا هكذا ، لا تـُسعدنا الدنيا بهم كثيرا ً عند وجودهم من ألامها وأحزانها وأشغالها .. وتنغص ُّ باقي حياتنا ببعدهم وفـَقـْدِهم ..

ما كانت وكنا مع الدنيا لننساكم ، فقلـّـما تجد الدنيا من أمثالكم ، فكيف لها حينها أن تنساكم ؟!

******

أعلم يا أبي كم آثرت الذهاب للرفيق الأعلى وأحببت ذلك وتمنيته ، وما خاب ظنـّـك يا أبي به .. فابتسامتك زادت من يقيني بذلك ..

لكنـّـه يبقى فراق ...!

ولأني أحبك يا أبي دوما ً وأبدا ً .. فمن المؤكد سأحب الذي أحببته وفضـّـلته .. ولأني أيضا ً على يقين ٍ أكثر بأنـّك هانئ البال ، سعيد الخاطر ، لا شيء يُـنغـِّص ُ عليك من هذه الدنيا .. حينها سأفرح لك .. ولن يكون لك حزن تحزن به .. فتحزن نفسي على فراقك !!

*******

أبي ..

لم أنته ِ بعد مما يجول ُ في خاطرتي .. ودائما ً - كالعادة - لحديثي معك تتمة ٌ وبقيـّـة .. ولقاؤنا لم ينته ِ بعد ..

روحك تزورني دوما ً .. أتمنى اليوم الذي روحي به تأتي إليك َ ومَـن ْ مَعـَك ْ !

ابنتك : أم ُّ الأنوار



الجمعة، 8 أكتوبر 2010

بريد ٌ مستعجل ٌ إلى أبي..





أبي ..

أود ُّ إخبارك َ ..

أن ّ قمر َ هـِـلالـِـك َ ما زال يـَـطـْـلـُعُ كل ّ يوم ٍ في حلب ..

وما زالت حلب بشغفها نفسه ذاك َ بانتظارك ..

فهي في كل يوم ٍ ترتدي حليتها ..

وتــُـرَتـِـب ُ نفسها .. لانتظارك

وهي كذلك منذ أمد ٍ بعيد .. لم تتغير

****

أبي ..


ما زالت حلب مثلما هي َ ..


لم أرَها من قبل ُ كيف َ كانت ..


لكن ّ عينـَـك َ قد أبدْعـَـتـْها رَسْـما ً في قلبي ..


...فـ حفظتـُـها ،، ووَعيتُها ..


جزءا ً جزءا ً


وحـَجرا ً حـَـجرا ً ..


والآن تـَـسوقني الأقدار ُ للذهاب ِ إليها ..


فأراها مثلما وَصـَفـْـت َ وأبهى ..


وتلك َ الأجزاء والتفاصيل ..


وقصص المسير في الأزقة والطرقات ..


وكل ّ شيء ، كل ّ شيء ..


إلاّك َ خال ٍ منها ..


وروحك َ تـَـسري في المكان .. فلا تكاد ُ تـُـفارق ُ حبّـة رمل ٍ منه ..!!

****

حـِكايات ٌ حكايات ..

في داركم تـُحكى الحكايات ..

وتـُـروى الروايات ..

فـ كل تـَـعبيرة ٍ منه .. تدل ُّ على من مرّ ههنا ..

من شقي ٍّ أو سعيد ..

من مـُحب ٍ أو بغيض ..

نقول لهم : أن ّ أثاركم ما زالت ههنا ، رغم كل ّ شيء ..

فانظروا ما أنتم صانعون !

****

حلب لم تفارقنا ، ولن ..

فكيف َ لها .. بعد أن عـُـركنا بترابها الطاهر ..

مع شـَـربة ٍ من فراتها ؟

وعطر من شذى وردها الجوري ّ ..

وتفتـّـح صوت فستقها الحلبي ّ ..

ولون سفرجلها .. وعطريـّـتها ؟

أتراها تفارقنا ؟ نفارقها ؟

****

من حلب يا أبتي تعلــّـمنا الوفاء ..

والصبر ..

فمهما دارت الأيام واستحكمت بها ..

سينالها الفرج .. وهكذا أخبرتنا يا أبتي ..

أنتما واحد ٌ يا أبي .. فكيف َ ننساكم أو نفارقكم ؟

****

هذا البريد المستعجل ؛ للأسف ، لم يكن من نصيب أبي لـ يصل إليه .. فـ كـُتب َ صباحا ً وهو غادرنا في نفس ذلك اليوم مساءا ً ..

بتاريخ : 6.أكتوبر.2010 - الأربعاء

الأربعاء، 29 سبتمبر 2010

أأموت ؟





أأموت ؟

وأنا شجرة ٌ تأبى الهوان والذل َّ والسكوت ْ !..

أأموت ؟

وقد أمضيت ُ عمري في الجهاد ْ ؟

أأموت ؟

بعد قطع ِ أوصالي ودق ِّ أعناقي ؟

أأموت ؟

و أنتم ظننتم في قتلي يولد ُ الصمت ْ !

أأموت ؟

وقد خلــَّـفت ُ من بعدي أجيالا ً في حالة ِ الدحْـر ِ والهوان !

مُـنتـَـظــِـرين َ لحظة ً تظنون فيها أنـّـي سأموت ْ !


-----

محاكاة للصورة السابقة ؛ برسم الفحم


الأحد، 26 سبتمبر 2010

وداع ُ شقيق ِ الروح !



شقيق ُ الروح : هو إنسان ُ ُ اصطفته نفسـُـك َ من كل ِّ الخـَـلق ، فتجد نفسك َ تأنس ُ بالقــُرب ِ منه اُنس َ النفس الرَحيمة ، ويشتاق ُ عند َ البـُعد ِ شوق َ المُحـب ِّ للمحبوب ، فتراه يـَعـُد ُّ الدقائق َ لحين ِ لحظة ِ اللقاء ..


هو شقيق ُ الروح ِ من القلب ؛ اصطفاه عن كل ِّ الأخوة ِ الذين يضعهم الله في شجرته العائلية ، ويقوّي صلته به عن طريق الشجرة ِ الربـّـانيّـة .. فيكون لها نـَبات ٌ حَـسـَن ُ ُ وتربة ُ ُ مُـخضرّة تؤتي اُكلها أضعافا ً بإذن ربّـها ..


حين الفراق الأوّل لم تكن لتدرك أنـّـه يعني لك ذلك الشيء الكثير ولكن ما إن تمر الدقائق ُ والأيـّـام .. حتى تـَـشعر بالوحشة والفراغ .. وأن ّ الكون َ ضاق َ عليك َ بوسعه .. وأن ّ اجتماع الناس حولك ومساندتهم لك .. لم يكن إلا ّ ليشعرك بل وحتى ليزيدَ من شعورك بعدم قربه منك جسديا ً .. لكن ّ روحه تسري في قلبك .. فتخفف وحشتك بين مئات الناس .. لا لوجودهم ومسامرتهم لك ؛ بل لأن ّ روحه قد زارتك َ توّا ً ..


تسير ُ بك َ الأيام ، لتجعلك تلتقي بمن يصل ُ على شجرته بـ صــِـلة .. فتجد روحك قد طارت ورفرفت عاليا ً .. وقد اخترقته بلطف ٍ من شـِدّة ِ شوقها إلى شقيق ِ الروح .. لكنـّـك ؛ تراه مُنـْبـَهــِـتا ً لا يدري سبب تهافـُـتـِـك الشديد هذا ! .. لأنه لم يعتد عليه .. وأنت لم تكن لتعانقه هو ؛ بل شقيق روحك ، ولا لتشم رائحته؛ بل روح شقيق روحك ..


فتجد ُ نفسك َ بذلك بعض سـَـلواها .. وتسرية ُ ُ عن نفسها قليلا ً .. ليزيد بعد ذلك شوقها لك ، وشعورها بفـَقدِك ...

لن يكون الكون ليعوِّضـَك عنه ، ولن يُسلـِّـي وجوده شيئا ً عن نفسك .. فالذين يُريدونك أن تخرج َ منه وتهرب ، تجدهم قد وضعوك َ في حـَلـَقة ٍ مُفرغة .. وأعادوك إلى نقطة البداية .. لكنهم قامو بوجودهم بتكبير حلقة شوقك له .. وبُعده ِ عنك ..

والجميل ُ في ذلك فقط ! ؛ أنـّـك َ تظن نفسك الوحيد من فارق َ من يحب .. فيذكر كـُل ُّ واحد ٍ منهم سـَـلواه وعزاءه لحبيب فارقه؛ فراقا ً مؤقتا ً أو دائم .. ولا تكن الدمعة حبيسة قلبه وصدره وجفنـِه ْ ، حتى تخرج .. فتجد بذلك بعض َ عزاءك ، بل وأصبحت َ أنت َ من يُسري عن أنفسهم ..


كم تـَسعد لوجود من يقربون جذوره .. فيُـبـَرِّد ُ ذلك حميم َ قلبك ويُهدِّئ تأجج َّ ضـِرامك .. فكأنـّـهم لوهلة ٍ من الزمن قد أصبحوا وغـَدوا أقرباء ً لك .. فأصبح من البر ِّ بروحك َ أن تـَصـِـلـَهـُم وتـَزُورَهُـم ..

ما يُـفرح ُ قلب َ الحـَزين ، ويُسري على قلب ِ المكلوم .. هو أننا ما زلنا على أرض ٍ واحدة ٍ نطئها .. وإن بَعـُدَت ْ بنا المسافْ .. وأننا ما زلنا نتنفس ُ هواء ً واحدا ً .. وإن كان مُـختلفا ً ..

ما زلنا نرى قمرا ً واحدا ً .. بقلب ٍ واحد ..

وتطلع ُ علينا الشمس ُ كُـل َّ صباح ٍ جديد .. تـُبَـشـِّر ُ بدُنو ِّ الأيام .. واقترابها من اللقاء ..

منهم من عادت الأيام فقابلتني بهم .. ومنهم ليس َ بعد ْ !!

لكنـّـي أتأمل أن يكون الآن .. قبل َ أن يغدو في السماء ...

الجمعة، 24 سبتمبر 2010

تـَـسليمْ ..




سأسلــِّم ُ نفسي للأقدار .. علـّـها تهديني إلى سواء السبيل ْ.. وأفتح ُ بابي للأخيار .. عـَـلـِّـي أرى منهم الدليل ْ .. تاهت بي الدُروب ُ والأقمار .. وما عاد لقلبي هواء عليل ْ .. فاستـَشـْرَت الأيام ُ بدربي .. وكررت نفسها ؛ علـّـها تـُقـْنـِعـُنـِـي بما لديها .. فلم أتمالك لنفسي مـَخرجا ً أو سبيل ْ ..

وَ طريق ُ الحياة ِ طويل ٌ .. ودائرة ُ التكرار ِ لا بدّ أن تـَـزيـْل ..فـ حياتـُـنا مرهونـَـة ٌ بذا الطـَريق ِ وذا الطـَّريق ..

لـَوحات ٌ متكررة ٌ بدوّامة ِ الأيـّـام .. تنسَـجــِـم ُ مع دوّامة ِ النسيان ، ولا بدّ لنا من اختيار الطريق ..

فإما نقضيها بتكرارها وأنفسنا .. وإمـّـا نسير ُ في الطريق ِ المستقيم ..


الثلاثاء، 21 سبتمبر 2010

سـَمـَر ْ { حُـب ُ ُ لـَيلـي ّ }..




ننتهي في الليل من ضجيج اليوم ِ بأكمله ، ونـَرْكـُـن ُ فيه إلى رُكـْن ِ النفس .. ذلك الركن الذي لا يركن فيه ِ أحد ٌ سوانا ،

نجده ُ دوما ً ينتظرنا في نفس هذا الوقت ، جالس ٌ على استحياء ، وقبل أن تبدأ النفس بالكلام تجدها تتساءل ؛ ما السر ُّ في هدوء هذا الكون ِ في نوم ِ أهله ؟ ،

وكأنـّه في ذلك مـَدعاة ً للناس ِ للنظر في ذلك الذي يَرقـُد ُ بين َ طيـّـات أنفسهم ، منهم من يجده ُ وحيدا ً ، ومنهم من يجدوه غريبا ً مجهولا ً ، ومنهم من يكون الصديق فينتظرون هذا الوقت حتى يلتقون ويتسامرون ويتصافون فيما بينهم ..

ولا شك ّ أن ّ في هذا الوقت يتسامر المحبّون بينهم ، فتعالى في علاه كانت ركعتان إليه هي أجمل ُ سَمَـر ٍ إلى عبيده ، فما ينتهون منها ، حتى تهدأ أرواحهم وتطمئن ، وكأنـّها بذلك قد وجدت ضالتها ، والتقت بذلك مع من تـُحب ،

ذاك الذي يـُـحبـّه كـُل ُّ شيء ٍ في الكون قبل أن يَـفهم الـحـُب َّ ويتعرّف إليه ...

الجمعة، 27 أغسطس 2010

إفطار الأيتام الثاني - مِـسك ُ الحياة..



بسم الله الرحمن الرحيم

تمّ بفضل الله وعونه يوم السبت المنصرم بتاريخ التاسع من رمضان 1431 ، الموافق 14-أغسطس2010

الإفطار الثاني لـ فريق مسك الحياة

اضغط على الصورة ، لتكبير حجمها
صفحة مسك الحياة على الفيس بوك

والذي ضمّ عددا ً من الأيتام وعددهم 40 يتيما ً ، بينهم 20 إناثاً و20 من الذكور

كان الإفطار في مدارس دار الأرقم الإسلامية


المدخل


مدخل القاعة - قاعة الزهراء


القاعة من الداخل


تجهيز الأكياس - اكياس الهدايا للأيتام

احتوت الأكياس على قرطاسية ( دفترين، قلم رصاص وحبر، مبراة، ممحاة، مسطرة) وبعض من الاستكرز والرسوم اللاصقة ، في أكياس الأولاد ، وفي أكياس البنات كان لهم نصيب من الإكسسوارات ،
وعيديـّـة لكل طفل بقيمة (5 دنانير أردنية )


قمنا بتقسيم الأيتام إلى 8 مجموعات ، 4 إناث و 4 ذكور ، وتقسيمهم إلى الطاولات لكل طاولة فقرة خاصة بها ..

الهدف من هذه الطاولات وفقراتها ، زرع في الطفل عمل يدويّ ما ، علّ في المستقبل يكن له دافع لصنع شيء إسلامي .. لأن أغلب المنتجات التي نشتريها صناعة خارجية ، فـ لم َ لا يكون الإنتاج الإسلامي من أيدي المسلمين أنفسهم ؟؟؟

الطاولات
















عند وصول الأيتام

بعض ما أنجزه الأيتام


الصين هي ما تنتج لنا المسابح ، لم َ لا تكون مسابحنا إنتاج إسلامي ؟؟









وشاركنا الأطفال بدخول ( الأرنب ) لإدخال الفرح والسرور إلى قلبهم ، والذي قام بفقرة عن ( الجنة ) ..








وقت الإفطار







الأطفال أثناء الإفطار




وجبة الإفطار


ثم تلا ذلك رسم على الوجوه ، قبل مغادرتهم للقاعة








لا يوجد أجمل من ( بسمة ) تزرعها على قلب شـَفة طـَـفل .. علـّـها تــُزهر يوماً .. إن شاء الله








وفي ختام فقراتنا وزعنا على الأطفال أكياس احتوت على :
قرطاسية ( دفاتر، قلم حبر ورصاص، مبراة، ممحاة، مسطرة)
+ بعض من حلويات الأطفال ( شيبس ، شوكولا، كيك...)
واحتوت أكياس الفتيات على بعض الإكسسوارات





صورة جماعية للذكورعند الخروج ^_^..





نسأل الله منه القبول والتوفيق والسداد .. وأن يوفقنا لكل خير

ننتظر منكم دعواتكم واراءكم وأفكاركم واقتراحاتكم .. فـ لا تبخلو علينا بشيء ٍ منها .. بوركتم

وفقنا الله وإيـّـاكم لما يُحب ويرضى ، ولكل خير .. آمين

= )