الخميس، 29 ديسمبر 2011

كسر القاعدة والخروج عليها






بسم الله الرحمن الرحيم

جميعنا يَسعى لكسر القاعدة والروتين .. ويريد أن يكون متميّز عن غيره
وأن يسير في الطريق بسبيل ٍ لم يَسِرْ أحد ٌ فيه من قبل ..

كما أننا نتمنى أن نكون خارقين لقواعد الحياة عامـّة ً ..

*** جميع ما هو مكتوب ٌ هنا هو تجربة شخصيـّة ، وقد يأتي من يكسر قاعدتي هذه أيضا :) ***

لذلك ما هي السبيل لكسر القواعد ؟ وهل كل شخص منا يقدّم أمرًا بطريقة مختلفة عن الآخر .. أو حتى مثل الآخرين ، هل يكون بذلك مختلفا ً وقد كسر َ قاعدة ؟

بداية ً علينا معرفة أن ّ القاعدة هي الأساس في كل شيء .. ويجب أن تكون متوفـّرة عند الجميع ..

لا تستطيع أن تكون "حذقاً" وتقول أن ّ القاعدة غير موجودة لديّ ..

والقاعدة هذه تكون إما الفطرة أوالغريزة أوالتربية أو الأخلاق المكتسبة أو الخبرات ... جميعها وغيرها تصنع قواعد ومبادئ للإنسان ..

لنبدأ بقاعدة 1+1=2

في بداية تعلّـمنا في المدرسة للحساب وفي الصفوف الأولى خاصة .. نبدأ بالعملية البسيطة للحساب في الجمع والطرح ، ثم ننتقل للضرب والقِسمة ..

طالب الصف الأول والثاني لا يستطيع أن يستخلص من الأرقام جميعها ناتج للرقم إثنان سوى بجمع الرقم ( 1 ) مرّتين ، فتكون المعادلة "الوحيدة" لديه لناتج الرقم (2) هي ، (1+1)

عندما يتعلم الضرب والقِسمة تتوسع آفاقه قليلاً أيضا .. ويصبح ناتج لرقم 2 محاسبات أخرى ، مثل ؛ 2×1 ، 4/2

الخروج والأفق الذي يتوسع نتيجة الخبرة في المسائل الرياضية لما بعد ذلك ، هي التي تـُنشئ لهذا الإنسان القدرة على الحصول للناتج "2" من عدد لا نهائي من العمليات

* 4-2
* 3-1
* الجذر التربيعي للرقم 4 = 2

الخروج عن القاعدة ذاتها الذي تعلّـمها أن (1+1=2) .. لم تنكسر سوى لتعلـّمه المزيد من القواعد والتي ساهمت بتوسعة آفاقه ومداركه ، وبالتالي يصل للناتج ذاته هو 2

كما أن ّ التجربة النظرية والمكتسبة تـُعطي للإنسان الخبرة لتصبح له قاعدة خاصة يتحرّك هو في مداركها ..



وبالنسبة لتخصصي في عِلم إدارة الأعمال ، فالخروج عن نـِطاق "النظريات" والتي تقوم بها العديد من المدارس والمفكـّرين الإقتصاديين ، فإن ّ نتائجهم قد لا تـُناسبنا في " التجربة العمليـّة"

في الوقت نفسه حين ننظر لكثير من أهل الشركات والأعمال ، نجدهم قد صنعوا طريقا ً خاصًا بهم قام على مبدأ تعلـّم المبادئ الإداريـّة ذاتها .. ومن ثم تجمتعها وتحليلها ، وأخذ نتاج التجارب تلك ، بخبرة تـُعطي للإنسان رد فعل حول القاعدة التي اتبعها ، بصوابها أم عدمه !

نعود قليلا ً للمثال السابق ؛ الطفل الذي لم يدخل للمدرسة بعد لن يستوعب فكرة أنّ (1+1=2) .. فهو يحفظ 1 ثم 2 ثم 3 ثم 4 ..... مهما حاولت إقناعه لن يفهم ... ومن هنا تأتينا نقطة أخرى أن ّ الجهل يوقع الإنسان في أعمق الحفر وأغلاها ثمناً ..

كما أن ّ من السهولة بمكان نتيجة الجهل أن يـُضحك على هذا الجاهل بإقناعه بعكس واقعية الأشياء ..

وبالتالي لن تستطيع كسر القاعدة ومن ثم الخروج عليها إلا ّ بفهمك لها وتعلـّمك إيّاها جيّداً ، تجربتها وأخذ الخبرة من النتائج ومن ثم تقييم ذلك

وفي حوار مع إحدى صديقاتي "طالبة برمجة حاسوب" أخبرتني : أنها في بداية تعلـّمها لإحدى لغات البرمجة ، فإنّ "الكود" لصورة أو كتابة ما في مشروعها ، تحتاج أن تكتب من 3-4 سطور من أجل كلمة ما ، أو حركة بسيطة !

وكطالبة متعلمة جديدة لهذه اللغة البرمجية ، كان صعب عليها التأقلم معها .. فكما يعلم المبرمجون أن ّ هذا الأمر سيتطلب جهدًا ووقتاً كبيرين للخروج بأمر صغير ، فكم سيأخذ منهم إن كان حجم الموقع أو المشروع كبير ؟

ولكنـّها مع التجارب الكثيرة ، والتـُعمق فيها ، استطاعت أن تختصر كل تلك السطور بسطر واحد أو أقل !

ونتطرق قليلًا للدين الإسلامي الحنيف ،

كثير ٌ منا يعلم أن ّ في الدين الإسلامي 4 مذاهب أساسية ( الشافعي، المالكي، الحنبلي والحنفي) .. لكل مذهب من هذه المذاهب طريقة للتعبير عن الأمور الفرعية في الدين ، فالقواعد الأساسية والعقائدية لا يختلف عليها أحد ٌ منهم ..

وبالتالي كثيرون منا عندما نسافر .. نشعر بالتعب والحرج الشديدين في كيفية أداء الصلاة في الطريق ، خاصة عندما يكون طريق السفر شاقًا ومُتعبا ً .. فالوقوف لصلاة كل فريضة من الفرائض الخمس ، متعب ٌ جدًا .. كما أن ّ الإنسان حينها يحتاج لكل صلاة مكان للوضوء ومكان ٌ للصلاة .. مما سيجعل الأمر متعباً ويأخذ الكثير من الوقت ..

لكن معرفة حكم بسيط في الشريعة الإسلامية وهو "القصر والجمع" للمسافر ... سيُسهـّل عليه الكثير الكثير ..


ختامًا ، نستنتج :

أننا لن نستطيع كسر قواعد حياتنا ومن ثم الخروج عليها إلا ّ بالتالي :

1/ اكتساب المعرفة الكافية ، مع استمرارية البحث ، لأن ّ العلوم في تطور دائم

2/ تجربة تلك القواعد على أرض الواقع

3/ الخروج بالمشاهدات ونتائج التجربة

4/ تقييم تلك المشاهدات ومعرفة صواب القاعدة على أرض الواقع من عدمها

5/ الخبرة الناتجة تجعلني أطوّر تلك القاعدة وأبني عليها معرفتي الخاصة

6/ التعلـّم من تجارب وخبرات الآخرين ، ولكن ذلك لا ينفي تعلـّم الأساس والخطوات السابقة ، لأنني سأصبح حينها آخذ من تجارب الآخرين دون تقييمها بمعرفة أنها تناسبني أم لا ، فقط مجرّد أخذ وتعبئة في وعائي !

هيـّا بنا جميعًا نبني قواعدنا الخاصة بأساس علميٍّ سليم ، وتجربة ٍ فاعلة ، وخبرة مرئية ومـُكتسبة : )