الجمعة، 23 سبتمبر 2016

اللباس الشرعي بين الأمر والصيحة !

ما يثير حنقي تجاه اللباس الشرعي الممسوخ، المنتشر في أيامنا هذه، أن كثير من الفتيات يرتدونه لأجل التجمل وإظهار الزينة، ويكأننا نسينا أن غرض الجلباب أو اللباس الشرعي هو ستر المفاتن أصلاً.. حتى أصبح في يومنا زينةً في ذاته..
ومع ذلك، أصبحت دور الأزياء تتفنن في تفصيله وتجسيمه، وبث الألوان والبدائع فيه، ولم يكتفوا بذلك، وإنما أصبحت الموديلات قليلاً قليلاً تتجسم أكثر في تفصيل الجسم، وتقصر أكثر وأكثر بدعاوى كثيرة..
دائماً ما أشعر أن الهوية الإسلامية شماعة أو بالأحرى حجة لشيء ما.. فمثلاً لأجل اقناع البعض بارتداء الجلباب أصبح الجلباب يُمسخ في هيئات ليست له، وجعله وردياً مغطىً بالزهور والورود والموديلات التي لا تفرق كثيراً عن اللباس العادي، لكي لا تشعر من تريد ارتداء الجلباب أنها غيرت من/في حياتها شيئاً كثيراً، وأنها فقط تطورت في زيّها، لا أكثر!
نسياً من الكثيرين، أنه فرض وواجب.. لكن الأسهل هو التلاعب في المصطلحات وإقناع النفس بحداثية الحياة، وأن الدين متشدد ويلزمنا بما لا نستطيع الالتزام به، بينما كان الأسهل لهم -للوالدين- أن يعلموا ابنتهم الحِشمة من عمر مبكر، وحين يكون أمر الجلباب لها يغدو أمراً أسهل عليها وتتقبله كغيره..
ولكن ما نقول في ضياع هوية الآباء ابتداءً، ورغبتهم بأن تعيش فتاتهم حياتها، ويكأن الحياة لا تُعاش إلاّ بالانسلاخ من الهوية ورغبة الجسم بالستر!
اللباس الشرعي يبقى شرعياً حيث كنت.. في أي دولة وفي أي قارة.. تمنى البعض الذهاب للدول الأوروبية ليكون لباسهم مخففاً بحكم صعوبة لباسه ومنعه في دولٍ أخرى.. لم يستطيعوا ذلك، فأُحضرت أوروبا لهم وبلاد العم سام.. وحين ذهبنا إليهم كنا جاهزين لأن يستقبلونا بأيديهم ونخلع رداء هوّيتنا بكلّ سهولة، وكما يقال " لنا ثُلُثي الخاطِر" بأن ننزع عنا قطعة القماش هذه أو نقصرها قليلاً، حتى تختفي مع الأيام!.. فأين الدعوة والجهاد ونشر الدين الذي ذهب إليه هؤلاء في تلك البلاد وهم قد خضعوا لفلسفة الغرب، وغالب الدول لا يمنع الحجاب أصلاً؟ 
لست لأجبر أحداً في مقالي هذا ب زِيٍ ما، وجده واجباً عليه أم لا.. لكنني أقول ما أؤمن به، وأرغب بقوله بين أصوات كثيرة تنتشر اليوم منادية بالحرية، وأنا أرى في ما أقول حرية أيضاً.. 
قال لي أحدهم ذات مرة: أن "الأَمَة" في الحكم الشرعي ليس واجباً عليها ارتداء الحجاب أصلاً أمام الرجال، وأنها طالما كانت "عبدة" فهذا الحكم بحقها، حتى تصبح حرة، فيكون حكم الحجاب فرضاً عليها... رغم أن هذا الشخص من مؤمني بفكرة عدم الحجاب أصلاً، لكنه يؤمن بالمقابل بفكرة الستر.. فكاني جوابي له: عجباً لفتاة ترضى بأن تأخذ حيلةً حكماً شرعباً ليس لها، بُغية تبرير لنفسها، خلقها الله حرة وهي تأبى العبودية لغيره!... 
الأعجب من ذلك، أن "الحُرّة" في العصر الجاهلي تُعرف بزيّها وحجابها الذي تغطي به شعرها.. نعم لم يكن كالحجاب الشرعي، لكنه كان هويتها الذي يميزها عن فتيات العبيد والبغاء...
اللباس الشرعي بين الحجاب والجلباب.. مسافاتٌ طويلة.. ولغةٌ رأسمالية تنتشر في الأسواق لاقت قلوباً أميلَ إليها من سواها.. من يُرد تفصيلاً من هذا يجده سريعاً وبكثرة.. ومن تُرده بحقه ستجده ولو بعد حين... كأي شيء يحتاج منك البحث عنه!
دوماً ما أتسائل: حتى لو فُرضت علينا هذه البضاعة فرضاً، لو لم يشترها أحد.. أو من اشتروها كانوا قِلة، فهل كانت لتستمر؟!
صدق الله العظيم " ذلك أدنى أن يُعرفن فلا يؤذين"
يجب التنويه نهايةً، أن اللباس الشرعي ليس فقط بالحجاب والجلباب، وإنما هو ستر لصاحبته أيضاً وحافظاً لها ولأخلاقها وأفعالها، حيث/حين تحفظ هي نفسها، وكيف تفرض نفسها..
ارتدوا ما تشاؤون، لكن لا تُلحقوا اسم الشرعيّ عليه... اللباس الشرعي كُلٌ، فلا تجزؤوه..

الاثنين، 5 سبتمبر 2016

الإيمان ليس الحل!

ليس كل شيء في هذه الحياة حلّه الإيمان!
حين تعترض حياتنا المواقف والصدمات.. تحتاج منك أن تتعامل معها كما هي.. أن تواجهها وتصمد أمامها وتعرض الحل عليها..
ماذا يفيد الإنسان المؤمن أن يلقى في عرض البحر وهو لا يعرف السباحة؟ هل سيشفع له إيمانه ويُنجيه؟
نعم،
المؤمن هو أكثر قدرة على مواجهة الأمور.. وأكثر قدرة على الثبات..
هو لا يعيش على هامش الحياة وترفها، ولا ينظر للأمور من جانب الدروشة والتصوّف، فعند الفقد تجده لا يهتم!
لا،
لكنه يُقارن ما فقده مادياً ومعنوياً بشيءٍ أغلى وأغنى لديه.. فإن وجده، هان عنده الفقد، وتسامى مع نفسه حتى يجد حلاً للأمر الذي أصابه،
تماماً كقوله جلّ وعلا: "فإذا فرغت فانصب، وإلى ربك فارغب"
الآية واقعية جداً.. والله لا ينكر عليك تشتت فكرك في لحظة وفترة ما... ويطلب منك بعد معايشتها والانغماس بهمها، أن تخرج وتنطلق.. وتوجه وجهك لله!
الإيمان ليس الحل الوحيد، لكنه الحبل الذي يربطك، والركن الذي يُبقيكَ قوياً..
والله لا يُسار إليه بالجهل... ولا يُعرف بالجهل.. ولا حتى في ذلك الإيمان ؛ يؤمن به جهلاً..
فمزاحمة ذلك، بالتالي، لا يكفيه الإيمان، وإنما أن تسلك طريقه الناجعة بسلاح إيمانك..
فالإيمان لا يجعلك تحيد في طريق الحل إلى طريق حل آخر يوقعك فيما لا يرتضيه لك الله.. وحينها تتكاثر المنعرجات، وحلٌ خاطئ يؤدي إلى من هو أكثر خطأ منه..
خسرت أموالك؟ تركت عملك؟ أصبت بسقم؟.. ليس الإيمان هو حلها الوحيد..
يجب أن تذكر لنفسك رغم الفقد السبيل لإعادة ذلك أو إيجاده.. والله يعوّضك بما هو خير منه..
تحتاج لعلمك وعملك كي تسير إليه..
وأن تكون بعقلك وقلبك.. فِكركَ وشعورك.. رغبتك ورهبتك..
أن تحبه لا يكفي.. يجب أن تتبعه وتغذ السير بعملك إليه

الأربعاء، 24 أغسطس 2016

زمن الابتذال

بسم الله : ) ..
أتحدث إليكم من قلبٍ صادقٍ معكم .. حريصٌ على نفسه بدايةً وعليكم أخرى، يسعى لأن يتجاوز السفاسف المنتشرة إلى خيرٍ أعم، ويجد في طريقه من يُعينه على ذلك..
.
انتشار الأمور المغثة على قنوات التواصل الاجتماعي، يدل على قلة وعي هؤلاء الأشخاص في حياتهم اليومية الفعلية..
انتشرت من فترة فكرة المنشور الذي يتحدث عن الفتاة التي رُفضت بسبب ارتداءها للجلباب في إحدى المؤسسات ..
فعلقت إحداهن : بعض الشركات على النقيض لا تقبل عمل المتبرجات أو من يضعن المكياج !
هل الناس تحتكم إلى الصواب أم إلى تعدد الخيارات في الأمر الواحد ؟
ما أعرفه، أنّ الأصل في الإنسان الحِشمة والحياء، وأنه أميل إلى ستر نفسه من غير ذلك، وبالتالي فالمقبول هو قبول الأشخاص الساترين لأنفسهم، على رفض أولئك "الملتزمين" في المؤسسات لأنهم لا يضعون المكياج ، أو حتى رفض قرار شركة رفضت فتاة لأنها تضع المكياج !
برأيي ، الأولى أصل والثانية شاذة ! " كفكرة"
.
وينتشر أيضاً " التسويق التصويري" لكل زوجين، على أنهما الحياة المثلى، وأنهما الصورة للزوجين المسلمين الملتزمين، والسعادة والحياة الوسطية..
حتى مقدار معين، كان هذا الأمر مقبولاً، لكن بعد حدٍ معين، أصبحت الأمور تنساق إلى طريق غير الذي بدأت منه، وأصبح المرفوض مقبولاً ، وأصبحت المروءة مستمرأة لدرجة أصبح الرجل هو من يضع صورة زوجته على الملأ بل ويتغزل بها على الملأ كذلك !
تقول إحداهن: هذه الصورة لم تُظهر عورة أو تهتك ستراً بكلامٍ فاحش !
ويكأن الأمر يُقاس فقط على ظاهر الأمر ، لا على الأرواح والنظرات القابعة في الصورة، والتي تحرّك مشاعر المتزوجين قبل العازبين .. مشاعر الذكور قبل الإناث ، مشاعر المريضي نفسياً قبل السليمين.. مشاعر الفارغي ذهنياً قبل غيرهم ..
لا أتحدث عن الحسد وسواه، والأمر أعمق من ذلك !... بقدر أن يكون في نفسي الحمية والغيرة على أصدقائي ومن هم عندي، وأنا كنتُ وما زلتُ معهم وبين ظهرانيهم، أعرف أفكارهم وما يدور في هاجسهم .. والمغترّ من اغترّ بظاهر تصفيق الناس له، وابتساماتهم أمامي التي تخفي ما الله أعلم به ..
غَيرتي عليهم تقتضي أن أُراعيهم .. وأن لا أكون أنا والشيطان عليهم بما أقول وأفعله (( على قنوات التواصل الاجتماعي )) ** ولا أقصد أرض الواقع أبداً **... قبل أن أقول هذا مجلبةٌ للحسد أم لا .. لأنّ ضري له، سبق ضرّه عليّ "إن كان أصلاً !..
.
مشكلة كبيرة بعض الشيء : )
أن تتحدث عن المواضيع "الحميمية" اعذروني على هذا الوصف، وعن النظرات في تلك الصور وغيرها .. ورفضك لأمور متعلقة بها، استناداً لما تظنه صواباً وأسلم وأكثر مروءة..
فتدافع إحداهن وتقول لي: حديثك عن والدك -رحمه الله- لا يختلف أبداً عن ذات الموضوع.. وكذلك ما يخص حديثك عن اخوتك الشباب أيضاً ..
.
مشكلة المقاييس الغير واضحة .. وادخال الخطوط على بعضها البعض، وعدم وضوح الصورة وتوجه كل فكرة ... بل وعمل ورد فعل كل فكرة في الأشخاص المقابلين ..
ما أعرفه وأزعمه، أنّ الناس جميعاً في عالمنا ذكوراً وإناثاً يهتمون بفكرة إعفاف النفس والزواج.. لذلك فموضوع الصور للزوجين بطرق "مبتذلة" أمام العوام غير أنها تفقد خصوصيتها وخصوصية اللحظة، بل توقِع في النفس ما الله به عليم على اختلاف الأنفس والمذاهب.. وأنتم لا تتعاملون مع أشخاص خارقين لا تؤثر هذه الأسهم إلى أنفسهم ..
الناس والمجتمع الذي نعيش فيه "هش عاطفياً" لذلك، فالأسهم تنفذ بكل سهولة !
كما أعرف أنّ الفتاة أو الشاب يبحثون عمّن يكملهم .. لم أسمع من صديقاتي اللواتي أحدثهن عن والدي -رحمه الله- لغاية إصلاح ما بينهم وبين آبائهم واستخدامي أساليب كثيرة حتى تلين قلوبهم فيبادروا بما لم يستطع آبائهم المبادرة به لاعتبارات كثيرة .. لم أسمع منهن يوماً أنّ إحداهنّ قالت: أريد الهروب، أو أريد البحث عن أبٍ غير أبي..
أو حتى تلك التي على علاقة عادية بإخوتها الذكور، لم أجدها يوماً تقول لي: سأبحث عن أخٍ لي خارج المنظومة التي أنا بها، كي أُمليء فراغ وجود أخي في حياتي ..
بينما سمعت كثيراً، بل ورأيت منهن في عيني، من بسبب هذه الأمور، رضيت بالتواصل مع شاب وشابين لأجل أن يمتلئ شغفها العاطفي.. وتعيش ولو لحظة واحدة من هذه الصور التي تشاهدها كل يوم على قنوات التواصل،، بسبب عدم تقدم العرسان لها، أو أخرى تعاني من شروط أهلها التعجيزية، أو أخرى تريد الاستعجال لكي تصل لهذه المرحلة ... والأسباب كثيرة..
حتى عرفت أنّ المسافة ومساحة الدائرة بيني وبين الكثيرات بعيدة جداً.. ولا ينفع معها الأخذ والعطاء، ولن نصل لفهمٍ معين .. فكان على الأقل قول قناعتي وما أؤمن به، وما تؤكده لي الأيام كل يوم وموقف..
النفس تعشق الجمال، وتبحث عن كل جميل .. ويؤثر بها الجمال .. ولا نستطيع أن ننفي ذلك ، والرسول صلى الله عليه وسلم قال "إنّ من البيان لسحرا"، فاللغة قادرة على سحر الناس.. كما كانت فتنة آل داوود بالمزامير والأصوات الجميلة، فالصورة لا تقل أبداً بفتنتها عنهم .. وهي أقوى سلاح منتشر في زماننا ..
التحرر والحرية في زماننا صعب.. وأنت بصداقتك لغيرك عليك أن تُحسن الصدق والنُصح والقول والعمل ... وأن تكونَ أغْيَرَ منه على نفسه،،
ربما في زماننا ليس في الأمر نص صريحٌ واضح.. لكنني على يقين، أنّ من يقرأ السيرة النبوية قراءة الفهم والتعمق، يُدرك أنّ هذه الأمور لا تُرضي رسول الله صلى الله عليه وسلم ..
عيشوا حياتكم بكل حب .. وكونوا في واقعكم (لمن يراكم) مثالاً يُحتذى به، ويتمناه الناس ليعيشوا مثله بل وأجمل منه .. ودعوكم من قنوات التواصل، فلستم مضطرين لتُثبتوا سعادتكم أمامهم..
غَيرتي على بعض الأشخاص وهم يدور اسمهم في ذهني، لأنّي أعرفهم سابقاً وأعرف كيف كانوا ملتزمين .. لكن في كل مرّة تأخذني الحميّة لهذا الكلام، وأغضب لأنّ أمثالهم غدت تصرفاتهم كأي أشخاصٍ عاديين لا يُبالون بغيرهم ..
** ملاحظة أخيرة:
لأنّ الدنيا قد تدور بنا .. وربما يأخذني الهوى والزلل يوماً .. فإن رأيتم مني ذلك فلا تعدموني النصح : ) ..
أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم ...

الخميس، 30 يونيو 2016

مراكز التحفيظ بيتي الثاني ❤

دعونا نتحدث بصراحة شوي (:
نتيجة لكتير أمور وحوادث فكرية بتصير كل يوم في حياتنا.. والسوشال ميديا أصبحت الصفحة التي يأوي اليها الجميع ليفرغوا ما لديهم، أي ما كان!
كل الامور تمام.. رغم وجود أمور مزعجة فعلاً، بس من باب الحريات ما منقدر نحكي لناس تحكي ولناس لأ.. ممكن ننصحهم احكوا بأدب أكتر.. او خلي عندكم منطقية بالكلام... الخ... ولو انك رح تختلف معهم حتى بهالشغلات..
لانه حس السفسطة عندهم رح يحكيلك: شو هو الادب؟ ومين بقرر انه هذا ادب؟ انا شايف حالي مؤدب، مشكلتك اذا انت شايف شي تاني...
فحتى هالجدال خلونا نتجاوزه لبداية الامر.. ونحكي بمنطقية أكتر..
لما كنا صغار،
كنا نمشي ع مكان مرتفع، او مكان ضيق، او مكان مو مناسب نمشي فيه، وكانوا يحذرونا انه انتبهوا حتى ما توقعوا ووو..
وإذا الحكي ما جاب نتيجة، ممكن تبلش البهادل والتخويفات وتشتد اللهجة..
وهيك منصير امام خيارين، إما مناكل قتلة بعدها حتى نعرف نسمع الكلمة... او، منوقع فعلاً ومنعرف معنى الكلمة اللي انحكت النا..
وطبعاً في خيار لا يمكن عده من الارقام، وهو لطف الله اللي بيحفظ الانسان بهالموقف.. بس، ممكن يحفظنا اكتر من مرة بنفس الموقف، بس اذا هالشخص ضل مصر على الخطأ، بصير لازم يدوق توابعه حتى يفهمه ويشوف فضل الله بحفظه..
بجيك حدا ما بيفهم بالتربية ولا مسؤولية الاولاد وغيره.. بحكيلك ليش هيك محاصرين حرية الطفل؟... خليه يوقع الف مرة.. خلي يحرق حاله..
ما في داعي تعلمه يروح على الحمام.. ولا في داعي تعلمه كيف ياكل بترتيب.. ولا حتى كيف يعتمد ع حاله..
اتركه ع راحته..  مو ضروري ابداً يكون مرتب مثلكم.. خليه ع راحته، وشو ما بدو يعمل ويوسخ ويخرب..
مممم..
كلام منطقي، صح؟!
ولشي أقرب..
خلونا نحكي عن الكاتبة اللي حكت على خطورة مراكز تحفيظ القرآن الكريم في الأردن باعتبارها بتربي هالاطفال داخلها وفق منهجية معينة، وهم بالتالي خلايا نائمة..
أُشفق كثيراً على هذه العقليات..
وأتسائل:
هل كلامها جاء اعتباطاً هكذا؟ أم أنها أيضاً تتحدث عن الموضوع نتيجة خلفيتها الفكرية الليبرالية التي تستند إليها..
إذاً،
فقد غدا الطرفان، كلٌ منهم يحتكم لأفكاره وانفعالاته نتيجة ما يؤمن به ويُدافع عنه..
وبالتالي،
أرى خروج هؤلاء الأطفال من هذه المراكز، ودخولهم لمراكز من نوعٍ آخر.. قد يجعلهم خلايا نائمة للفكر الليبرالي، او الالحادي او غيره...
فليس من المعقول أن يغدوا هؤلاء الأطفال (خلايا فارغة) طيلة حياتهم، يجب أن يمتلئوا بشيءٍ ما، حتى السُذَّج واللامنتمين فهم يؤمنون بأهمية الصياعة أو تبعية الآيباد والتماثيل المنتشرة!
...
ليست المشكلة بالاحتكام لهذه الأفكار وجعلها مقياساً ودِفاعاً..
أنا ممن تربى في هذه المراكز في عدة مناطق منذ صغري.. وأثرت بي بأكثر من اتجاه.. وفيها كأي مكان آخر الإيجابي والسلبي، وهذا لا يَعدم الخير فيها..
المشكلة بمن ذهب لها فعلاً، وتربى في دور التحفيظ، وزار الجوامع مراراً وتكراراً معهم.. ثم كان محارباً لها..
قد تكون مشكلتها الجهل بهذه الأماكن والخيرية فيها.. وأنها احتكمت للظاهر منها، طريقة اللباس للمرتادين لهذه المراكز، أسلوب الكلام.. وغيرها.. لكن هذا أبداً لا يعني أن الجوهر واحد ان تشابهت طريقة الحجاب والجلباب، او طريقة إطلاق اللحى وإسدال العباءة..
كل طرف متشبث برأيه لقناعات يؤمن بها، ولن يغيرها حتى يثبت كذب ما يؤمن به..
لماذا لا تجربين زيارة إحدى هذه المراكز، وتدخليها بكل تجردٍ ومحاولة للإنصاف.. ابحثي عن الله في العقول والقلوب.. سيظهر لك أمراً آخر لم يكن في الحسبان..
وإلّا لن يقنعك أي شيء..
شكراً لكل معلمةٍ علمتني في هذه المراكز الشيء الكثير..
لكل معلمة كان نفسها طويلاً وآمنت بمكانها رغم كل الضغوط..
وجزاهن الله عني خير الجَزاء..
هل هنالك أجمل من أن تتذكر في كل حرفٍ حين تقرؤه تلك المعلمة التي علمتك إياه؟... اللهم اجعلهم وتقبلهم واجعلنا من أهل القرآن، أهلك وخاصتك... آمين

الأربعاء، 29 يونيو 2016

" ضلّ من تدعون إلّا إيّاه "

{حَتَّىٰ إِذَا جَاءَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ (99) لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَكْتُ ۚ كَلَّا ۚ إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا ۖ وَمِن وَرَائِهِم بَرْزَخٌ إِلَىٰ يَوْمِ يُبْعَثُونَ (100)} [المؤمنون]
دوماً ما يخطر بذهني القدرة والعلم الإلهي الخفي.. وحكمته ورحمته.. وأنه لم يقبض عباده إلا بعد استنفاذ الفرص والمواقف واحدا تلو الآخر...
لكن في الواقع،
الأمر غير متوقف على ساعة قبض ارواحنا وحسب... إنه في الحقيقة يتكرر معنا كل يوم.. كل مرة!!
فكم من المرات دعونا الله؛ لئن رزقتنا هذا الرزق لنكون خير عبادك في الأرض... وأخلفنا؟!
وكم من المرات استنجدنا على اعتابه ؛ لئن صرفت عنا هذا السوء لنبقى على عتباتك دون براح... ثم غرتنا الحياة وأشركنا؟!
وكم من المرات مرضنا... تعبنا... تقهقرنا... "وضلّ من تدعون إلا إياه"..... ومع ذلك، ككل مرة، ننسى وعودنا معه..
تضعف أنفسنا وتنسى.. بل وتتناسى.. وتهرب... وهي كل شيء في الوجود يذكرها به..
أقل شيء ؛ في النَّفَس، إن انقطع عنك هلكت!
نعم،
نحن في حياتنا كأصحاب السفينة الذين جاءهم الموج من كل جانب وأيقنوا بالهلاك، لسنا في البحر، لكن الحياة أيضاً تتخبط بنا من عدة جهات.... دعوا الله ؛ فأنجاهم!
"وضلّ من تدعون إلا إياه"
كأولئك الزوجين الذين كانا يتمنيان ولدًا لهما... وأن يرزقهم الله هذا الطفل بخِلقة تامة..
فاستجاب الله لهم دعائهم... ولكنهم، في غفلة الحياة، في فتنة الولد وزينته... نسوا تضرعهم للرزاق العظيم الجليل.. وجعلوا له شركاء -علموا أم جهلوا-
"وضلّ من تدعون إلا إياه"
كصاحب الجنّة... الذي نسب الخير في جنته لنفسه وعمله... فأصبحت بقدرته تعالى هشيمًا
"وضلّ من تدعون إلا إياه"
كقارون... أتته الكثير من المواعظ.. وبقي مصرًا أن كل ذلك من نفسه وعمله وتعبه... فخسف الله به وبداره وكل عمله في الأرض!
"وضلّ من تدعون إلا إياه"
اللهم أصلح لنا شأننا كله ولا تكلنا إلى أنفسنا طرفة عين أو أقل من ذلك فنضل ونشقى... واقبضنا إليك غير خزايا ولا مفتونين
آمين