السبت، 25 ديسمبر 2010

تردد ٌ داخليّ .. قراره ُ مُـستعجل !

بسم الله الرحمن الرحيم

منذ ُ فترة ٍ لا بأس بها .. خرجت مع عائلتي للتسوّق في إحدى المولات الكبيرة الموجودة في منطقتنا ..

وأثناء نزولنا من طابق ٍ لآخر .. عبر الدرج المتحرّك .. كانت قد وقفت أمامي امرأة ٌ تامـّـة الحجاب والملبس ( المحتشم ) .. لكن لسهو ٍ ما ؛ لم تشعر أن ّ حجابها قد تحرّك ؛ فبالتالي بان وظهر جزء ٌ من رقبتها ..

كانت هي منصرفة ٌ بالحديث مع زوجها الذي كان ماسكا ً بزمام عربة طفليهما ..


وأنا خلفها أنظر وأراقب .. كانت ترمُــق ُ كل ّ شيء بنظرات ٍ شذرى لا معنى وسبب لها .. وقفت ُ خلفها .. شعرت الدرج كأنه كان لساعات حتى ينتهي .. وكأنني واقفة ٌ في مكان ٍ لا بدّ لي من اتخاذ قرار ٍ حتى أخرج منه ..

ترددت في نفسي كثيرا ً .. لا أدري ما السبب ؛ لكن أكثر ما أذكره هو أنني ربما قد شعرت بأنني ( سأدخل بخصوصية ٍ ) لها -كما يُـجيب الكثيرون- ، قد لا تـُرضيها ، وبالتالي أنال التعنيف والسـَـباب وبعضا ً من نظراتها تلك ..


وفي نفس الوقت ؛ أفكـّـر بأن : من أين أتت تلك الأفكار السوداء ؟ ولماذا تخيـّـلتها بهذه الوحشية ، وهي تبدو أما ً وديعة ؟؟؟


ربما في مجتمعنا ؛ لم نعتد على تقديم النصيحة ، لأننا دائما ً نرى رد الفعل السيئة .. أو نتوقع الشيء السيء من الناس حتى وإن لم نعرف عنهم أي شيء .. فالشيء والظن السيء بهم هو الشيء المقدّم بداية ً ..

عشرات المرّات كان في نفسي الإجابة بـ لا !

ومئات المرّات تسابقت مع العشرات ، بأن : نعم ! .. ولم َ لا ؟

وعندما قررت نفسي بأن : نعم !

الآن جاء دور يدي ، إما أن تقوم بسحب الحجاب وتغطية المنطقة الظاهرة من المرأة الموجودة أمامي .. وإما أن أناديها وأخبرها وتتدبر هي أمرها ..

وعادت نفسي لتحتار وتفكـّر بطريقة ٍ وبأخرى ..

ولكنني باغتها بأن اتخذت قرارا ً قاطعا ً .. ولن أراجعها به ، فقط عليّ الإقدام وفعله !

فمددت يدي ، وسحبت حجابها المنسدل على كتفها وأخفيت ما كان ظاهرا ً من رقبتها ..

والذي صدم نفسي من تلك الخطوة .. أن ّ المرأة لم تشعر بأيّ شيء بعد ذلك .. وحتى أنـّها لم تنتبه لأحد ٍ قد صنع شيئا ً لها أو لمسها !!

وانتهى حينها الدرج ، وكل ٌ منـّا قد افترق لطريقه !

الموقف الذي استوقفني حقا ً .. أننا فعلا ً ؛ لماذا هناك الكثير من الأشياء في حياتنا .. تأخذ منا وقتا ً في التفكير وهي لا تستحق كل هذا العناء من التفكير .. ؟

ولم َ أيضا ً .. نفكـّر في الكثير من الأشياء التي تمرّ والتي (قد) تمرُّ في حياتنا -حسب اعتقادنا وظنوننا- ، ثم نجد أن ّ الله قد دبّـر أمورا ً وأقدارا ً أخرى غير التي كنا نظن ..

وتتغير كل هذه الأشياء في الحياة ، بين لحظة وأخرى .. فينة وأخرى .. ثوان ٍ فقط !

فلم نكلـّف أنفسنا عناء التفكير في أمور في حياتنا لا تستحق ؟؟

ولماذا أمور هي بديهية ، تأخذ منا الكثير من التفكير ؟ والناس في مثل هذا الموقف لن تتضايق ! - خاصة أن ّ الموقف يـُظهر ويوضح هذا الشيء .. فلباسهم أكبر مثال لردّ أفعالهم !

دعوا الأمور تأخذ موضعها من التفكير فمن المؤكد أننا يجب أن نفكـّر في الكثير في حياتنا .. ولكن لا تجعلو ذلك يأخذ وقتا ً قد نستطيع من خلاله أن ننجز شيئا ً مفيدا ً في حياتنا ..

وبالمقابل بعد أن أخذنا وقتنا في التفكير ، وصنعنا ما بمقدورنا صنعه .. أن نتوكـّل أولا ً وآخرا ً على المولى عزّ وجل .. ونسلـّم أمرنا له ..

فهو الأعلم بالماضي ... وبحاضرنا .. وبما ينتظرنا في المستقبل ..

** القصة المذكورة مسبقا ً حقيقة ووقعت فعلا .. وكثيرا ً منها ما يحدث .. لكن الجميل بها والذي أفرحني بها : أنني ربما ندمت لأني لم أقوم بهذه الخطوة مع من كنت أراها من أمثالها وأخطو تلك الخـَطوة .. فسعدت بذلك ..

( هناك خطوات يجب أن تـُخطى فورا ً ، ولا يجب أن تتأجـّل ، لأن ّ الندم حينها ما سيتلوها لا شيء آخر ، فهناك أشياء تحدث في حياتنا لا تعود ولا تتكرر ...)

أسأل الله لنا ولكم الثبات ..

السبت، 18 ديسمبر 2010

هنيئا ً للذبابة !!





هنيئا ً لك ِ أيتها الذبابة !!

كيف َ عبَـرت ِ الحدود بدون ِ سؤال ٍ ولا جواب ٍ ، ولم ينظر أحد ٌ إلى جوازك إن كان صالحا ً أم لا ، ولا حتى إن كان قد خـُتـِم َ أم لا ...

ولا السؤال الطبيعي بإظهار جوازك ...!

أخـَفَّ عليهم الحـِمل ُ فلم يسألوك ِ ؟ أأنت ِ أكرم ُ منّـي بعدم السؤال ؟

كم أشقى وأتعب في الركض خلف المعاملة ِ لإخراج جواز سفري ..

وأراك ِ أنت ِ قد عبرت ِ الحدود ، وقطعت ِ مسافات ٍ لا خـُبـْر َ لك ِ بها .. وحتى لم تدفعي تأشيرة الباص !!

كم تمنى بدر شاكر السيـّاب وكم سيتمنى الآن عند رؤية ذبابة ..

قد قال سابقا ً :

( ليت َ السفائن َ لا تـُقاضي راكبيها عن سفار ِ ..

أو ليت أن ّ الأرض كالأفق ِ العريض بلا بـِحار ) !!

كم تمنى الذهاب إلى الوطن ، وطنه العـِراق ، وهو يراه بالأفق ولكن لا يستطيع لمسه فوصل إليه بروحه ..

ولم يَمشي فطاف َ به قلبه ..

وأنت ِ أراك ِ قد قطعت ِ الحدود بلا عناء جواز السفر وإحضاره وخـَتـْمـِه ..

وركبت ِ الباص بلا تأشيرة القـَطـْع !!

ولم يسألك ِ أحد من أنت ؟ ومن أين ؟؟؟

رغم شقائي وعنائي في كل ِّ ذلك .. إلا ّ أنني أسعد ُ منك ِ يا ذبابة !!

فأنت ِ لم تـَرَيّْ وطني بتلك العين التي رأيتها بها ..

ولم تـَطوفي بجناحيك ِ فيه كما طافت روحي به ..

وقلبك ِ ما دق َّ لكل ِّ خـَطوة ٍ ، كما دق َّ قلبيَ الذي سار في أرجاءه ..

فقطف َ من ثـِماره .. وغـَرَف َ غـَرْفـَة ً من فـُراتـِه ..

بالتالي ، لم يـُخالـِط فـُراتـُه ُ دمك ِ كما خالـَطـَه أنا .. فدمي من تراب الوطن ِ الطاهر زاد طـُهرا َ بفـُراتـِه ، أمـّا دمـُك ِ أنت ِ !!! ،، فلا أدري أيّ حاوية ٍ قد فرّغت عفنها ورائحتها بك ِ ..

فلتنظر الحدود ُ إليَّ كما تشاء .. فأنا أكرم ُ منك ِ في كل شيء ..

ففي تأشيرة ِ الباص ؛ دفع ٌ للكرامة ِ والعزّة ،، ولم يكن سوى من سبيل ِ شقاءنا اليوميّ ، فـ يُدفع ُ لنا ، وندفع ُ لغيرنا ..

وجَـواز ُ سفري ؛ هي إحدى دلائل وجودي ومعاملتي كـ (إنسان) له ُ حقوق ٌ وواجبات .. أمـّا أنت ِ ! فما الذي يُـثبت ُ حقوقك وواجباتك ِ ؟!

وكل ُّ شيء ؛ ورُغم َ كـُل ِّ شيء : يهون ُ للوطن !!

الجمعة، 10 ديسمبر 2010

البـَتـُول ْ || Facebook

بسم الله الرحمن الرحيم

مدوّنة البـَتـُول ْ .. فتحت لنفسها بابا ً لتصل إليكم أينما تكونون ..

تستطيعون إضافتنا للجروبات التي تحبونها ، فتجدونا معكم بـ : الفيس بوك ..

افتح الرابط هذا ؛ لنصل لكم ولأحباءكم

البـَتـُول ْ || Facebook


وأهلا ً بكم .. أينما كنتم ..

جمعة طيّـبة أتمناها لكم ..

الخميس، 2 ديسمبر 2010

سُقيا رَحمة !




بسم الله الرحمن الرحيم

من ّ الله علينا اليوم بحضور صلاة الإستسقاء .. ولأوّل مرّة أحضر هذه الصلاة ..

في طريقي للذهاب لصلاة الإستسقاء .. لا أدري ما الذي جعلني أذكر قصّـة سيدنا موسى عليه السلام عندما جمع 70 رجلا ً من قومه لميقات الله ..

فشعرت بأني بهذه الصلاة .. وتوجهي لتلك المنطقة .. كالذي قد ذهب ليناجي الله ويقف بين يديه .. ليتلقى ما يتلقى !

أن تذهب للصلاة .. لم يكن يـَخطر في بالي أن ّ لهذه الصلاة هذا الأثر الكبير ! .. فاختيار الدين لموقع ٍ مفتوح لتتم صلاة الإستسقاء ، من المؤكد لم يكن عبثا ! ..

تشعر فعلا .. عند دخول الناس وتوافدهم .. ودخولكم جميعا ً للصلاة

كأنـّهم مجتمعون للحساب .. وتفريغ ما في قلوبهم .. فقلوبهم مثقلة .. وكلـّهم أمل ٌ ورجاء أن يتوب الله عنهم ويعفو ..

وكأنهم أيضا ً ؛ يختبرون بهذه الصلاة صفاء نواياهم وأعمالهم .. فالقبول ونزول المطر .. دلالة ذلك ..


فوصلنا إليهم .. وقلوبهم منكسرة : أستغفر الله العظيم وأتوب إليه !

كان المكان كما توقعت .. مليء بالروحانيات .. و(الهدوء) .. ولا يُسمع سوى صوت استغفار الإمام من السماعات .. وتحرّك الهواء !



وكأن ّ الكل جُـلوس ٌ مرتقبون حكما ً ما يُحكم بهم .. وينتهون من انتظارهم هذا .. وعلى رؤوسهم الطير !

سَـرت القشعريرة ُ في جَـسدي .. شعرت لوهلة من الزمن أنني لا أنتمي لأحد .. وأنني فعلا بين يديّ الله ! .. وكأنني في تلك اللحظة .. لا أستطيع الذهاب يـُمنة ً أو يـُسرة ً .. فبقيت ُ في مكاني بدون حـِراك !!

حتى أعلن َ الإمام إقامة صلاة الإستسقاء .. فأخبرنا : أن ّ صلاة الإستسقاء مثلها مثل صلاة العيد .. الركعة الأولى يكون بها 7 تكبيرات وقراءة سورة الأعلى .. والركعة الثانية بها 5 تكبيرات وقراءة سورة الغاشية .. وهي بلا أذان ٍ ولا إقامة ..

فتأهب الجميع للقيام ؛ لأداء الصلاة ..




وعندما انتهينا من الصلاة .. شعرت بها كأن ّ شيئا ً ثقيلا ً انزاح عن قلبي .. وأزاح همّـه .. وأغدق سكينة ً وهدوء ً ، كتلك التي كانت تحف ُّ المكان ..

فالتفت ُ بعد َ الصلاة .. لأجد هذه خلفي .. تنظر ُ إلينا !


وتساءلت ُ في نفسي :

أتوبتنا ، وأعمالنا خلال هذين اليومين عندما سمعنا عن صلاة الإستسقاء ، نصحونا أن نتصدق ونصوم ونردّ الحقوق لأصحابها وأن نستغفر الله .. فهذه هيّ السنة في ذلك ..

أكلـّـها هذه ، أنتجت هذه الغـُيـَيْمة ؟

إن كان ذلك صحيحا ً .. فما ظننا بالأعمال التي فعلناها سابقا ً ؟ وهل أصلا ً هي مقبولة إذن ؟

وأخذتها بعد ذلك من جانب ٍ آخر .. أن ّ الله يمن ّ علينا رغم تقصيرنا الكثييير تجاهه .. ليس لأننا أهل ٌ لما يُقدمه لنا .. بل لأنـّه أهل الكرم والجود والمغفرة ..

ولا يحتاج من عذابنا شيء .. ولأنـّه يحبـّنا .. والله رؤوف ٌ بمن يحب ..

أنا على يقين ٍ بأن ّ الله لن يخذلنا ولن يخذل دعاءنا اليوم ؛ إن شاء الله .. فحاشاه أن يردّ دعاء عبده أو أيدي رفعت أكف َّ الضراعة ِ إليه ..

فدعاؤنا وأعمالنا جميعها محفوظة ٌ لديه .. فإن لم يُستجب اليوم ، فغدا ً .. فإن لم يكن غدا ً .. فسنلقى دعاءنا بإذنه جزاء ً لنا في الجنـّة ..

وخـَطب َ الإمام بنا .. خطبة الإستسقاء .. وبعدها في القـِسم الثاني للخطبة ، كان الدعاء ..

ومن سُنن هذا الدُعاء .. يُندب أن تـُلبس الملابس -لدى الرجال- مقلوبة على ظهرها .. فتـُـلبس حينها اليد اليمنى باليسرى واليسرى باليمنى .. والأكف عند الدعاء تكون مقلوبة ؛ فبطن الكف ّ للأرض وظهر الكف للسماء ..

وفي ذلك وجه ٌ من أوجه ِ التذلل الظاهرية في الدعاء .. ولا ننسى تذلل القلب وانوصاله بالله حين الدعاء ..

بعد ذلك .. قام َ الجمع ُ بالمـُغادرة .. مُعلنين فيها انتهاء ما كانو فيه ! .. فإما ينجح دعاؤنا فيسقينا الله مطرا ً سائغا ً يكون لنا سُقيا رحمة .. وإما ..........


وبقيت تلك الـغُـيـَيْمة واقفة ً .. حتى خرجنا .. فوجدتها .. كأنـّها تخبرنا بشيء ٍ ما ..

ومؤكد ٌ أن ّ أملنا بالله باق ٍ .. وظننا به ِ جميل ٌ ..

***

تجربة الإستسقاء هذه ، جميلة ٌ ورائعة ! .. وإن لم تـُمطر ِ السماء على الأرض مطرا ً .. فأنا موقنة ٌ أنها أمطرت على قلوب العباد الذين حَـضرو اليوم فرحا ً وغـِبطة ً بمناجاة الله ..

فكلهم خرجوا .. وهم متفائلون وكلهم أمل .. والفرح ُ يعلو سرائرهم ..

أنصحكم إن مرّت بنا الأيام .. وأعادو هذه الكرّة في أيّ مكان في العالم .. أن تحضرو ولا تفوتو هذه الفرصة َ أبدا ً ..

والله إن لم يُنلنا من هذا الإستسقاء مطرا ً .. مؤكد ٌ أنـّه سيعوّضنا بشيء غيرُه ..

ولكن بالمقابل .. يجب أن نـُعاقب أنفسنا .. وأن نصدها عن هواها ...

فيا ربّ ثبت أقدامنا وارحمنا وعافنا واعف ُ عنا ..

وصدق الشاعر حين قال ::

يا خالق الأكوان باللـُطف ِ عاملني
مالي عمل يُرضيك أنتَ الغني عني

وآخر صدق حين قال ::

سُبحانَ من عَنـَت ِ الوجوهُ لذاتهِ
ولبأسـهِ تـَعلو الرِّقابُ وتـَخضعُ !


سُبحانَ من غـَمَرَ الوجود َ جمالهُ !
من ذا سواهُ لكل ِّ كـَرب ٍ يَدفع ُ ؟


ما خابَ من يَرجو؛ ناداك َ:(يا ربْ) بلهفةٍ
ما خاب َ من أمسى لبابــِك َ يَقرعُ


وتقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال ..