السبت، 24 نوفمبر 2012

مُناجاة ، سبيلٌ جَديد ، وإلهٌ واجدٌ مَجيدْ !



· وقعنا


وغصنا


وتعلقنا
ربما نكون ارتبطنا بحبلٍ وثيق ٍ متين ؛ من وهم !

ربما !
لا يجب إنكار الصدق .. فالقلوب المؤمنة لا تكون سوى صادقة .. لا تعرف غير هذا السبيل ..


ألحينا كثيرًا ..وكان الله تعالى في كل إلحاح ٍ في الحياة ، يقول : يا عبدي ، هذا ليس لك !

يا عبدي ، هذا لا يُلاؤمك !

يا عبدي ، لا يغرّك مظهره

 !يا عبدي ، دعه ولك خيرٌ منه !

يا عبدي ، مهما ألحيت على ما تريد ، فأنا معك !

وفي النفس يتردد قول الحبيب : " احرص على ما ينفعك ، واستعن بالله ولا تعجز"

ويبقى في النفس شيءٌ من متاع الدنيا وزينتها .. وتبقى تهوى وتتمنى ..
وبالله تستعين !


كثيرةٌ حقيقة هي الأشياء التي تواجهنا كل يوم .. في كل يوم ٍ يزيد به عمرنا .. تزيد الأشياء!

في كل يومٍ يكونُ الصراع هذا ..

وبهذه القلوب والنفوس المؤمنة المطمئنة لقضاء الله تعالى وقدره ، والذي رغم هواها ، مدركة أنّ رزق الله تعالى آتٍ مهما فعل غيرها لعدم ذلك .. فرزق الله حاصل ٌ حاصلْ !


والله جلّ في علاه وحدهُ مطلعٌ على هذه القلوب والنفوس .. أدرى بها وما بها ، فهو ربّها !

كثيرةٌ هي الرسائل التي تصلنا من الله تعالى ، كثيرةٌ هي الآمال ُ فينا !
نؤمل ، ونؤجل !
لم أشكك يومًا من ثقتي بالله عز وجل ، لم أشكك يومًا من يقيني بوقوفه معي ، لم أشكك يومًا بمشاهدته لي،

 وقربه مني أدن من حبل الوريد!

لكن يا رب ! .. أنتَ أعلم وأدرى ! .. وأنا بما أريد لا أعلم !


حتى جاء أمرُ الله تعالى .. بعد دعاءٍ وخشوع ورهبة ..

بعد صمت ٍ !


بعد أن اعتقدت أيّها الإنسان أنّ الله تعالى سييسر لك أمرًا .. ما كان منه إلاّ أن جعل لك كلّ شيءٍ واضحًا !

فبعد إلحاحك ، ولأنّه رأى فيك قلبك ونفسك ..

 ورأى فيكَ صدق توكلك عليه !

ورأى فيكَ إلحاحك لما تريد .. ورأى أيضًا إيمانك الأقوى بما هو يريد !

فكأنه أمسك بيديك .. أزال غشاوة امتدت زمنًا طويًلا على عينيك ..

وقال لك : - يا عبدي .. هذا ما كنت لا أرجوه لك ! 

 يا عبدي ، مقامك عندي أعلى من هذا .. وأرجو لك شيئً مثله ! -

يا عبدي ، ما أريتك هذا الذي أريتك إيّاه سوى ليطمئن قلبك .. فلقد رأيتُ في قلبكَ إيمان نبيي إبراهيم عليه السلام ويقينه ، فأريتك من حقّ أريته إيّاه ؛ فاطمئن قلبيكما !، لتعلم ويزيد يقينك "...وَاعْلَمْ أَنَّ اللَّـهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ ﴿البقرة: ٢٦٠﴾"

رأيت في قلبك تقوى يوسُفَ وعلمه ، فما أردت إلاّ أن أزيدك تقوىً وأُذهب عنكَ هوى نفسك! رأيتُ فيكَ دعاء موسى وإلحاحه ، فما كان مني إلا أن أجبتك مثلما أجبت صدقه " يَا مُوسَىٰ أَقْبِلْ وَلَا تَخَفْ إِنَّكَ مِنَ الْآمِنِينَ ﴿القصص: ٣١﴾"

يا عبدي ، لا تيأس على ما كان .. فكلّه قد زال !

يا عبدي ، أقبل ولا تخف .. فأنا إلهك وربّك وناظرك والشّاهد عليك، الأعلم بك منك ، الأقرب ممن تحب إليك!

يا عبدي ، مهما طال السفر في أمرٍ أنتَ أردته ، لا تأسَ عليه ..

يا عبدي ، لم يطل بك المسافُ إلاّ زادك زادًا وقوّة وقُربًا ، فكنتَ رغم ما كنت تتمنى على العهد ومكانكَ لم تبرحه، بل ارتفعت !

فكان صبرك رغم ألمك .. ورأيت َ الحقّ مني ، وصدق وعدي لك !


ياربّ حاشاكَ أن تردّ قلبًا ألح ، ولم يطرق غيرَ بابِكْ !

ولا تكن في عمىً عنه ، حتى لا ترى رسائله لك .. ولا تكن في بُعدٍ حتى تتساوى عندك الزوايا !

إن لم ترَ .. فذلك قُصرٌ منك .. ضعفٌ فيك !

الله لا يترك عبدًا استجار به ولو كان كافرًا .. فكيف بقلبٍ به ذرّة من إيمان تقول: لا إله إلاّ أنت يا الله !

لا تلح عليه بأني لا أرى .. ألحّ عليه بأن أرني !

لا تلح عليه بأني بعيد .. ألحّ عليه أن قرّبني منك !

لا تقل أنني منسيٌ لا يُرسل إلي .. بل ، يارب اهدني ، وابقَ معي حتى أرى الحق بك !