الثلاثاء، 15 فبراير 2011

سأكتب عنك قليلا ً يا حبيبي ..




بيوم ِ مولد حبيبنا المصطفى عليه الصلاة والسلام .. تتجدّل الكلمات استحياء ً ليوم ٍ مُبارك ٍ تزيّنت فيه الدنيا والكون والسماوات لقدوم المصطفى عليه أفضل الصلاة والسلام .. حبيب المولى عزّ وجل وخاتم رسالاته ..

يوم ٌ من بدايته مبارك .. هو يوم الإثنين الثاني عشر من ربيع الأول لعام الفيل ..

بـُشرت الدُنيا بأسرها .. فكان يوم قدومك يوم وليلة القدر على الدنيا كلها .. فهدأت الوحوش واطمئنت .. وفرحت الدُنيا لأنها ستنتهي من ضلالها وتخرج من عتمتها القاتمة لفجر النور والخير والبـِشر ..

هنيئا ً له من يوم .. ومن بـُشرى وفرح ٍ للقدوم ..

اخضـّرت بقدومك القلوب كما الأرض ، بعد جـَدب ٍ وقحط ٍ مَريرين ْ ..

*********

حياتي بلا معنى ً من قبل أن أعرفك ! .. حتى أتيت وتعرّفت عليك َ أكثر

وأحببتك !

وتبعتك !

وتقصيّـت الحقائق عنك ..

والأخبار َ حولـك ..

ربما يا حبيبي يا رسول الله بيني وبينك أكثر من 1400 عام ! .. لكن ما حدث لك يا حبيبي يحدث لنا الآن .. وما حدث لمن كان حولك أيضا ً قد حدث لنا ..

قد كان يـُسري عنهم صحابتك رضوان الله عليهم ، أنـّك معهم ، وأنـّهم يهون عليهم أن يـُعذبون ، بل ويُقطـّعون َ إربا ً لكن دون أن تـُشاك َ أنت َ بشوكة ٍ .. أو تهطل ُ منك قطرة ُ دم ٍ واحدة !

وأنت َ الآن معنا يا حبيب َ الله بكل شيء .. بقولك وعملك وفعلك ! .. بـ سمتك وهدوءك .. بسنتك التي ما غابت عن شباب ٍ أحبّوك َ وأتبعوها .. طمعا ً بلـُقياك .. وكل ُّ ذلك يا حبيب الله يـُسري عنا في حياتنا كل شيء رغم 1400 عام ٍ وأكثر يا حبيب الله تفصل ُ بيننا ..

أصحابك : قلوبهم امتلئت بك قبل عيونهم ! .. فسمعوك ووعوك وما نزل َ عليك .. وطبـّقوه كما نزل ..

أنت َ قدوة َ من ليس له ُ قدوة ! .. وخاب من اتخذ غيرك تـَبـَعا ً وقدوة !

لن يخيب دُعاء ً .. لكننا جميعا ً بشر يا حبيبي يا رسول الله ! ، وأنت وحدك من جعلك الله على خلق ٍ عظيم ..

ألا يكفي حب ّ الله لك ؟ وقوله تعالى : وَإِنَّكَ لَعَلَىٰ خُلُقٍ عَظِيمٍ ﴿القلم: ٤﴾

*******

أرى يا حبيب الله أفكاري تتشتت هنا وهناك ! ..

فعن ماذا أكتب في هذا المقام الصغير المتواضع ؟ ..

أأكتب عن عطاءك ؟ رحمتك ؟ عطفك ؟ ابتسامتك ؟ .. تحمـّلك في الشدائد ؟

أم أكتب يا حبيبي محمد عليك الصلاة والسلام .. عن شعوري تجاهك ؟ عن حبي لك ؟ شوقي لك ؟

أم عن خجلي واستحياءي لما لم أقدمه لك ؟ .. أعلنت حبّـك لكن لم أقدّم ما يدل على ذلك ! ...


يا حبيبي يا رسول الله ،، عليك من الله أفضل صلاة وسلام .. ومني ومن مـُحبيك كل التحية والأشواق والدموع والقلوب الدافقات النابضات ..

أنت َ قلت يا حبيب الله سابقا ً وما زلت تقول في أمتك لليوم ، وتقول ذلك لنا نحن وتقوله فينا أيضا ً .. حين قلت صلى الله عليك وسلـّم :
وددت أني لقيت إخواني . قال فقال أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم : نحن إخوانك قال : أنتم أصحابي ولكن إخواني الذين آمنوا بي ولم يروني

(
الراوي: أنس المحدث: الحكمي - المصدر: معارج القبول - الصفحة أو الرقم: 1202/3
خلاصة حكم المحدث: إسناده حسن وقد صحح )

ونحن الآن نخبرك يا حبيب الله .. أننا اشتقنا إليك .. ونـُبادلك الشعور نفسه برؤيتك ..

اسأل الله أن يجعلنا كما تـُريد يا حبيب الله لشباب أمتك أن يكونو .. وأن نزرع في الناس الدّين القيّم كما تـُريد ،، وما الله يـُريد ويرضى

نحن كلـّنا طامعون بكرم الله وعفوه .. وبحبـّك وحـُسن ِ ظنك بنا لأننا سنأتي من بعدك ونتبع سنـّتك .. فيا وحي يا حبيبي من سوء عملي ! .. ويا خجلتي ممـّا فرّطت فيه !

صلى عليك الله وسلـّم عدد السكون والحركات .. ما صلى عليك المصلون الذاكرون وغفل عن ذلك الغافلون ..

وصلى الله على محمّد .. صلى الله عليه وسلـّم

** كـُتبت هذه الخاطرة الصغيرة باللون الأخضر خـِلافا ً للعادة المختارة في اختيار الألوان في المدوّنة ، لأنّ الموضوع عن الحبيب المـُصطفى عليه السلام .. وكان عليه السلام يـُحب ُّ اللون الأخضر والأبيض مع حبه لباقي الألوان .. لما به من الجمال للنفس والعين .. وراحة القلبْ

الخميس، 10 فبراير 2011

هـُم هكذا ..




أهـُم هكذا من يحبوك ِ يا شآم ؟

أهم هكذا عندما يستبد ُّ بهم الشوق ؟

أجسادهم الحيـّـة لا تقوّيهم على الدخول .. دخولك ِ

ومن استبداد الشوق ِ بهم .. يقتلهم !

فيأتوك ِ جثثا ً .. في جثمان ٍ مُـسجّـى ..

لطالما مات قلبهم شوقا ً لك ِ .. والآن دورُ أرواحهم ..

فعلى أرواحكم مني أغلى وأبهى وأجمل سلام ..

---

أغبطك ِ يا شآم حلب ! .. كيف حواك ِ قلبه ! .. وكيف بقيت ِ في ذكره ؟

والآن أغبطها أشدّ الغبطة .. فهي حَوَت ْ أبي .. بعدما حواها في صدره لأكثر من 40 عاماً ..

الاثنين، 7 فبراير 2011

فـَرَح البـُعد ..




جميل ٌ أنت َ أيـُّها البُعد ، كيف تجعل بمرارتك في الفـِراق ؛ حلاوة صفاء الروح وقربها ممّن تحب ، ففي

البُعد ِ تجد النفس َ تجلد ُ نفسها لأنـّها أخطأت يوما ً في حق ِّ من تحب ، وكم حينها تتوعد بينها وبين نفسها

أيضا ً بعدم العودة لذلك أبدا ً ،

ويا لجمال ِ وصفاء الفـِكر ِ حينها .. فتراهم يُشاركونك بكل شيء تخطوه

في البـُعد ، لكنـّهم أدنى إليك َ من نفسك التي بين جـَنبـَيك ..


وفي البُعد ِ تجد نفسك ارتاحت من بشر ٍ التقت بهم ، وتبقى على التقاء ٍ بهم ، لم تدري وقت لقياك بهم ،

أنـّهم سبب تعاستك وشقاءك ، وأن ّ نفسك حينها ارتاحت واطمأنـّت بالبُعد وفرحت به ،

وفي الطرف الآخر تجد روحك تلتقي وتتشابك كتغلغل الجذور في تربة الأرض .. فلا تبرحها البتـّة ،

بل تتأصـّل فيها أكثر ..

في البُعد نعطي لنفسنا الكثير من الفـُرص والصفاء ... ونحصدها عند العودة ..

فيجد البغيض بُعدنا أصبح ! ، والحبيب ُ دنا منه منا الوصل َ ولن يبرح َ [المحالة]


السبت، 5 فبراير 2011

أتيت َ لتعتذر ؟




قل لي بربك بعد ماذا تعتذرْ ؟

أبعد أن أهنت َ قلبي وانكسرْ ؟

وجرحته بسكـّـين ِ كلام ٍ منغمر ْ..

وأذرفت دمعا ً منهمر ْ..

وأطلت ألسنة غيرك بسمٍّ مزدجر ْ..

أحلت َ بعدها الحياة َ جحيما ً مستعر ْ..

وكسرت قلبا ً ما كان لينكــَـسر ْ..

وشعورا ً ما كان لينشــَـعر ْ ! ..

وأزلت َ بعدها بسُنون ٍ سكـّـينك المـُـنغمر ْ..

وأتيت َ بعدها ، تريد ُ أن تعتذرْ ؟؟

وتنتظر شعورا ً صادقا ً ليغفرْ ؟؟

وقلبا ً متسامحا ً فلا يعتثر ْ..

بقولة ٍ ذات ِ لظى ً مـُستعر ْ.. ؟؟

قلتها في لحظة ِ غضب ٍ وقهر ْ

أفرغت َ من جَوفك َ بها كل ّ شعر ٍ ونثر ْ ..

مـُـتناسيا ً مشاعر من أمامك من بَشر ْ ..

وأفرغت َ ضميرك َ المنقهر ْ..

ودعست َ على إنسان ٍ منكسر ْ ..

وجعلت َ من احتضاره فرصة ً لا تتكررْ ..

فأمـَـتــّـه ُ بدلا ً من المرّة عشرْ ..

وبعد كل ّ هذا ...

قل لي بربـّـك ، أأتيت َ لتعتذر ْ؟!