الأحد، 24 أكتوبر 2010

بداية ُ عـَهد ٍ جديد معك ..

ماذا أخط ُّ بقلمي ، ودم ُ قلبي يُسابقه ؟ .. يُريد أن يَبوح قبل الجميع بما يكتـَنـِه أحشاءه المنقبضة ..

بـ فـَقـْدِك ْ ! ..

من تلك اللحظة الأخيرة ، تتساءل نفسي .. أتـُراها تكون الأخيرة فعلا ً ؟ وأن لا رجوع َ بعدها ؟! كيف َ يكون ذلك إذن ؟!

إنها لآوّل مرّة - يا أبي - يَخطـُر في بالي فراقك .. ويباغتني فورا ً في تلك اللحظة .. لم َ استعجل هكذا مع القدر ، لست ُ أدري ؟!

دقائق ُ مرّت ، لا أعلم ما جرى بها .. حتى رأيتك وجسدك َ ممهدا ً هناك َ ( ومغطـّـى ) .. لم أشعر حينها بخوفي من الموتى ورهبتهم .. فقد أردت أن تمسـَّني أرواحهم وألقاك َ لأخبرك َ الكلمة الأخيرة ( ... ) ..

فـ ضممتـُك َ وقبـَّلتـُك َ .. وكانت ِ النظرة َ الأخير ...!

*****

تلك الدقائق لا أدري كيف مرّت ..

وجهك الوضـّـاء ، أزاح َ عن قلبي الكثير .. وابتسامة شـِديقك أنالتني كل بهجة في هذه الدنيا .. إن قدّرها لي القدر مُقدّما ً .. تكفيني تلك الإبتسامة المحفوظة !

آأبي ؛ إن ّ قلبي يحترق ُ لـَهيبا ً لفراقك .. ولا يملك ما يَرثي به ويتكلم .. وإنـّـه لمـَحزون !

رؤيتك المُبشـِّرة تلك .. أزالت عنه الكثير .. وإن كان ليحزن على شيء ؛ فعلى نفسه !

وكيف له أن يحزن ؟ ؛ وأنت َ لم تعلمه الحزن يوما ً .. وداريته بالصبر والحـِلم والأمل .. فأزلت َ الحزن وأبعدته ..

والآن ؛ ها قد رحلت َ وتركته وحيدا ً لكنه غير حزنان عليك ، بل على فراقك !

******

يا أبي ؛

أنت َ لم تفارقنا سوى جسدا ً .. لكن ّ روحك تلف ُّ قلبي لفـّـا ..

ويا أبي ! ، ها قد تركت فتاتك الصُغرى تشيخ ُ في أيام ٍ من دونك ! .. من ذا الذي - يا أبي - سيناقشها كما كنت َ تفعل ، ويصوّبها ويقوّمها ؟..

وروحك الطاهرة تلك .. تـُضفي على بيتنا هدوءا ً وسرورا ً ووقار ُ قلبك في وجودك ..

أنرثيك َ يا أبي أم نرثي أنفسنا ؟!

*******

كنت ُ دائما ً - يا أبي - اُراقب ُ الموت َ من حولنا ، كيف كان يخطف الناس .. ولم أر َ أنـّـه بهذه السرعة سيُصيبنا ويقترب منا .. هي أقدار الله يا قلبي !

وهي نفسها التي أرَتنا البُشرى على وجه أبي فما حزنـّـا على شيء بقدره على أنفسنا ..

*******

أبي .. كنت َ وما زلت َ وستبقى أروع َ إنسان عرفته ، ولا أعتقد أن ّ القدر سيـُظهر لي أحدا ً مثلك تماما ً ..

فهل يـُعَـوَّض الأب ؟

هي الأقدار يا أبي .. هي الأقدار يا قلبي .. وحال ُ الدنيا هكذا ، لا تـُسعدنا الدنيا بهم كثيرا ً عند وجودهم من ألامها وأحزانها وأشغالها .. وتنغص ُّ باقي حياتنا ببعدهم وفـَقـْدِهم ..

ما كانت وكنا مع الدنيا لننساكم ، فقلـّـما تجد الدنيا من أمثالكم ، فكيف لها حينها أن تنساكم ؟!

******

أعلم يا أبي كم آثرت الذهاب للرفيق الأعلى وأحببت ذلك وتمنيته ، وما خاب ظنـّـك يا أبي به .. فابتسامتك زادت من يقيني بذلك ..

لكنـّـه يبقى فراق ...!

ولأني أحبك يا أبي دوما ً وأبدا ً .. فمن المؤكد سأحب الذي أحببته وفضـّـلته .. ولأني أيضا ً على يقين ٍ أكثر بأنـّك هانئ البال ، سعيد الخاطر ، لا شيء يُـنغـِّص ُ عليك من هذه الدنيا .. حينها سأفرح لك .. ولن يكون لك حزن تحزن به .. فتحزن نفسي على فراقك !!

*******

أبي ..

لم أنته ِ بعد مما يجول ُ في خاطرتي .. ودائما ً - كالعادة - لحديثي معك تتمة ٌ وبقيـّـة .. ولقاؤنا لم ينته ِ بعد ..

روحك تزورني دوما ً .. أتمنى اليوم الذي روحي به تأتي إليك َ ومَـن ْ مَعـَك ْ !

ابنتك : أم ُّ الأنوار



هناك 3 تعليقات:

غير معرف يقول...

الله يرحمه ويجعل مثواه الجنة
من نفقدهم يتركون فينا ذكريات
جميلة تجعلنا نشعر كل لحظة أنهم
ما زالوا معنا، أنهم ما زالوا هنا،
يشعرون بنا، ويتنفسون هواءنا،
ويستمعون إلى دقات قلوبنا
::
ذكرياتهم أبداً باقية ولن تزول
وكلنا أمل أن نلقاهم في جنان الخلد
بإذن تعالى
::
لا تطيلي الحزن كثيراً، فمن فقدته
لن يسعده أن يعلم أن ابنته حزينة
وأجزم أنه يتمنى أن تكون قوية
من بعده، أن تكون الابنة التي
لطالما أرادها أن تكون

bayan يقول...

يا سعدكم يا أبناءَ عميَّ الغالي
فلتفرحوا ولتفخروا..
هذا هو الرجل ذو الوجه الوضاء يسابقنا إلى الجنان
علّنا نتعلم منك يا عماه
ولنتسابق إليك إلى العلى إلى أعالى الجنان.
بيان الصفدي

غير معرف يقول...

بداية عهد جديد بكون رحيب ..وفجر قريب يغلف ارواحا لطالما تقنا للسكون اليها ..فلا اقول غير اننا أحق الناس برعاية العهد ومتابعة المسير..وأنت يا صغيرة ابيك ..كوني امتدادا لذاك الاصل وارعي تلك الابتسامة الاخيرة ..وانطلقي بها روحا بروح ابيها
ايااااااااااااااات