الجمعة، 29 أكتوبر 2010

معنى ً آخر ..




كم كنت ُ أزعم أنني أعرف ، وأفهم !

وأن ّ كل تأشيرة ً لها معنى ً في عقلي وقلبي ..

ولماذا الآن أجد ُ نفسي وحيدة ؟ ، تركبني الأسئلة والمفاهيم ..

ولا أملك من ذلك الفـَهم سوى حَسرة السؤال !!

أكـُنت َ تـَرمي أن تتركني لحسرة السؤال والنفس ؟

وتأنيب الضمير ووجع ِ القلب ؟

وهل كنت تحضّرها أيضا ً لكل ّ ذلك ؟ فأقنعتني ونفسي بأننا نفهمك ؟ ، وأننا نعرف الكثير ؟

وها قد رحلت َ الآن !

ولا أدري ،

أرى معرفتي كلها ، قد ذهبت معك !

وجعلتني مع أميّتي نقاسي ألم َ فِراقك .. الذي اعتدناه ..

ما تلك الثقة التي كانت تتملكني ؟ ، وأين هي َ ؟

ولماذا فقدت الكلمات معانيها لديّ ، فأصبحت ُ أتمنى من كل ِّ كلمة ٍ أن تحتوي معنى ً آخر ، غير َ الذي أعرف !!

ونفسي تــُـمنـِّي نفسها ، أنها لا تفهم الكلمات ولا تعيها ، وأنها تحتوي معنى ً آخر مخفيّ ، قد يظهر بين لحظةٍ وأخرى ..

نفسي وحدها ، تعلم ذلك المعنى ، ووحدها التي تؤمـِّل ُ في ذلك ..

وترتقب في ظل ِّ الأمل ..

ما كان الفـِراق في خاطرها ، مع أنها آمنت به كثيرا ً .. لكنـّها استبعدته على الأقل حتى قرن !

ولكن ّ القرن فجأة ؛ قد تحوّل لثوان ٍ معدودة ،

تتصارع ُ خلاله نفسي مع التوديع ، وسَـيـل الكلمات التي هاجت بذاكرتي ..

بأن : هناك الكثير ما أريد أن أُفصح َ عنه ؛ فلا تذهب الآن !

رحلوا جميعا ً ..

وما زالت الكلمات تعتصرني ، ولم تكن لتذهب كل تلك الكلمات وتدعني وشأني ..

بل كانت تزيد كل ّ يوم !

كأنها قد وجدت في مخيّلتي بيئة مناسبة ، لتعيش فيها وتتكاثر ..

وأراها الآن تتربى في ظلال ذلك أيضا !

*******

ألا أيتها الذكريات .. ما كنت ِ لتتركيني وشأني

ففي كل ِّ رُكن ٍ من الأركان ِ نجد من فقدناهم ، وكأنهم تركو أرواحهم في ذلك المكان ..

حتى إن عُدنا لذاك المكان يوما ً ؛ نراهم ! .. ونـُسرِّي بذلك عن أنفسنا !!

فكل ُّ رُكن ٍ من الأركان ِ يَركـُن ُ إليك ..

ألا ما أجملك أيتها الذكريات .. تركت ِ لنا أجمل ما يُحب القلب .. وأفضل ما رأت العين ، وخير َ ما سمعت الأذن ..

ولا تدرين أيتها الذكريات بعد ُ ، أنني بفضلك ؛ نسيت كل ما آلموني به ، وما آلمتنا به الحياة ..

وها أنا الآن ؛ أرى جمال الأيام التي قضيناها سويـّـا ً ، وأرى المحبة َ التي كانت لديّ لهم ، تزيد ُ مع الأيام ..

هم قالو قبلا ً ( بعيد ٌ عن العين ، بعيد ٌ عن القلب ) ! ، وكذبو في ذلك !

فلماذا الآن أجدني قد زادت محبّتهم في قلبي ، وعيني تراهم رغم أنهم راحلون ؟

ورغم َ أنفك َ أيها البُـعد ما زلت أحبهم ، ويعنون لي الكثير ..

وجودهم في حياتي أغناني عن الكثير .. وببعدهم كانت لديّ المناعة ُ عن غيرهم ..

ما ذاك الكم ُّ من العطاء ِ الذي أعطيتمونيه حتى وجدت ُ أنني أوزّعه على العالم كله وأُفيض عليهم منه عطاءا ً .. وكأنه لم يُمـَس ْ ؟

هناك 3 تعليقات:

غير معرف يقول...

ففي كل ِّ رُكن ٍ من الأركان ِ نجد من فقهدناهم ، وكأنهم تركو أرواحهم في ذلك المكان ..

ألمتني حقاً ...دائما ما يختار الفراق اكثر من نحب ليبعده عنا وكأنه يعي ما يفعل ...

هبة العواملة يقول...

الذاكرة!
تحتوي العديد من الآلام والأوجاع .. والحنين والمحبة ..

لطالما تمنيت محوها للبدء من جديد ..
كي لا أضع بها الا هؤلاء الذين يستحقون ..

ومع ذلك ...!!!! أراها ملازمة لنا :)

بتول أبدعتِ جميلة جداً جداً ..
كم احب كلماتك ... كاتبتي المفضلة :)

المجهول يقول...

هذه الأوجاع تحاصرنا أينما كنا وهي سنة الله في الكون .. تحياتي لك عزيزتي