في تشرين الثاني .. أتممت ُ يا أبي عِـقـْدِي َ الثاني ..
قد كانت آخر أيـّـامي فيه ِ مؤلمة ً ..
كبّرت قلبي الكثير َ من الأعوام .. بفـَقـْدِك ْ !
ما كان ليضرّه شيء .. بإيقانه بقضاء الله وحكمته ..
فكان مني بذلك لجوء ٌ وحـُسن ِ مسألته ..
أعوام ٌ عـِشرون ، لا أدري كيف َ مرّت ؟ وما حالها ؟
مضت فيها أيام كانت لـَعمري أكثر من عشرين !
ولكن يبقى عدّاده لا يتجاوز العشرين !
أبي ...
تركت َ فتاتـَك َ قبل أن تـُتـِّم َّ عِـقـْدَها الثاني ..
تتجرّع الغصـّة في قلبها .. بدونـك ْ !
كم أذكر دوما ً ؛ أنني كنت أظنـّـك قد نسيت َ هذا اليوم ..
حتى تـُباغتني بما أحب .. وكم كانت تكفيني ابتسامة ُ رِضاك َ على وجهي !
ودعوة ٌ منك لي .. تـُبهج ُ قـَـلبي وتـُسعـِدُه ..
ما زالت تلك الإبتسامة ..
وما زال الدعاء وصداه .. في قلبي ..
يؤنساني في وَحشـَتي .. ويُزيحان هم َّ قلبي ..
فأفرح ُ ! ، وأنطلق ُ من جديد ٍ ؛ بدعاءك !
أبي ؛ في أيام قبل تمامي لعـِقـْدِي َ الثاني .. كنت ُ قد زِدْت ُ عشرين عاما ً .. فكيف َ لي بباقي عـُمري ؟
يا رب ِّ لا راد ّ لقضاءك ، واحكم َ الحُكم َ فيه ..
ولكن يا أبي ؛ لم تعلم كم زِدْت َ في حنيني وشـَوقي للـُقيا ربي .. فقد زادت الودائع ُ ، وآخرها بك َ يا أبي !
فلا يهم ُّ الآن كم سيكون في عـُمري ويـَـنقضي ..أو ما يُـحـْـتــَسب ُ معنويا ً ..
يهمُّني يا رب وأنت َ راض ٍ عنـِّي ...