بسم الله : ) ..
أتحدث إليكم من قلبٍ صادقٍ معكم ..
حريصٌ على نفسه بدايةً وعليكم أخرى، يسعى لأن يتجاوز السفاسف المنتشرة إلى خيرٍ
أعم، ويجد في طريقه من يُعينه على ذلك..
.
انتشار الأمور المغثة على قنوات
التواصل الاجتماعي، يدل على قلة وعي هؤلاء الأشخاص في حياتهم اليومية الفعلية..
انتشرت من فترة فكرة المنشور الذي
يتحدث عن الفتاة التي رُفضت بسبب ارتداءها للجلباب في إحدى المؤسسات ..
فعلقت إحداهن : بعض الشركات على
النقيض لا تقبل عمل المتبرجات أو من يضعن المكياج !
هل الناس تحتكم إلى الصواب أم إلى
تعدد الخيارات في الأمر الواحد ؟
ما أعرفه، أنّ الأصل في الإنسان
الحِشمة والحياء، وأنه أميل إلى ستر نفسه من غير ذلك، وبالتالي فالمقبول هو قبول
الأشخاص الساترين لأنفسهم، على رفض أولئك "الملتزمين" في المؤسسات لأنهم
لا يضعون المكياج ، أو حتى رفض قرار شركة رفضت فتاة لأنها تضع المكياج !
برأيي ، الأولى أصل والثانية شاذة !
" كفكرة"
.
وينتشر أيضاً " التسويق
التصويري" لكل زوجين، على أنهما الحياة المثلى، وأنهما الصورة للزوجين
المسلمين الملتزمين، والسعادة والحياة الوسطية..
حتى مقدار معين، كان هذا الأمر
مقبولاً، لكن بعد حدٍ معين، أصبحت الأمور تنساق إلى طريق غير الذي بدأت منه، وأصبح
المرفوض مقبولاً ، وأصبحت المروءة مستمرأة لدرجة أصبح الرجل هو من يضع صورة زوجته
على الملأ بل ويتغزل بها على الملأ كذلك !
تقول إحداهن: هذه الصورة لم تُظهر
عورة أو تهتك ستراً بكلامٍ فاحش !
ويكأن الأمر يُقاس فقط على ظاهر
الأمر ، لا على الأرواح والنظرات القابعة في الصورة، والتي تحرّك مشاعر المتزوجين
قبل العازبين .. مشاعر الذكور قبل الإناث ، مشاعر المريضي نفسياً قبل السليمين..
مشاعر الفارغي ذهنياً قبل غيرهم ..
لا أتحدث عن الحسد وسواه، والأمر
أعمق من ذلك !... بقدر أن يكون في نفسي الحمية والغيرة على أصدقائي ومن هم عندي،
وأنا كنتُ وما زلتُ معهم وبين ظهرانيهم، أعرف أفكارهم وما يدور في هاجسهم ..
والمغترّ من اغترّ بظاهر تصفيق الناس له، وابتساماتهم أمامي التي تخفي ما الله
أعلم به ..
غَيرتي عليهم تقتضي أن أُراعيهم ..
وأن لا أكون أنا والشيطان عليهم بما أقول وأفعله (( على قنوات التواصل الاجتماعي
)) ** ولا أقصد أرض الواقع أبداً **... قبل أن أقول هذا مجلبةٌ للحسد أم لا ..
لأنّ ضري له، سبق ضرّه عليّ "إن كان أصلاً !..
.
مشكلة كبيرة بعض الشيء : )
أن تتحدث عن المواضيع
"الحميمية" اعذروني على هذا الوصف، وعن النظرات في تلك الصور وغيرها ..
ورفضك لأمور متعلقة بها، استناداً لما تظنه صواباً وأسلم وأكثر مروءة..
فتدافع إحداهن وتقول لي: حديثك عن
والدك -رحمه الله- لا يختلف أبداً عن ذات الموضوع.. وكذلك ما يخص حديثك عن اخوتك
الشباب أيضاً ..
.
مشكلة المقاييس الغير واضحة ..
وادخال الخطوط على بعضها البعض، وعدم وضوح الصورة وتوجه كل فكرة ... بل وعمل ورد
فعل كل فكرة في الأشخاص المقابلين ..
ما أعرفه وأزعمه، أنّ الناس جميعاً
في عالمنا ذكوراً وإناثاً يهتمون بفكرة إعفاف النفس والزواج.. لذلك فموضوع الصور
للزوجين بطرق "مبتذلة" أمام العوام غير أنها تفقد خصوصيتها وخصوصية
اللحظة، بل توقِع في النفس ما الله به عليم على اختلاف الأنفس والمذاهب.. وأنتم لا
تتعاملون مع أشخاص خارقين لا تؤثر هذه الأسهم إلى أنفسهم ..
الناس والمجتمع الذي نعيش فيه
"هش عاطفياً" لذلك، فالأسهم تنفذ بكل سهولة !
كما أعرف أنّ الفتاة أو الشاب
يبحثون عمّن يكملهم .. لم أسمع من صديقاتي اللواتي أحدثهن عن والدي -رحمه الله-
لغاية إصلاح ما بينهم وبين آبائهم واستخدامي أساليب كثيرة حتى تلين قلوبهم
فيبادروا بما لم يستطع آبائهم المبادرة به لاعتبارات كثيرة .. لم أسمع منهن يوماً
أنّ إحداهنّ قالت: أريد الهروب، أو أريد البحث عن أبٍ غير أبي..
أو حتى تلك التي على علاقة عادية
بإخوتها الذكور، لم أجدها يوماً تقول لي: سأبحث عن أخٍ لي خارج المنظومة التي أنا
بها، كي أُمليء فراغ وجود أخي في حياتي ..
بينما سمعت كثيراً، بل ورأيت منهن
في عيني، من بسبب هذه الأمور، رضيت بالتواصل مع شاب وشابين لأجل أن يمتلئ شغفها
العاطفي.. وتعيش ولو لحظة واحدة من هذه الصور التي تشاهدها كل يوم على قنوات
التواصل،، بسبب عدم تقدم العرسان لها، أو أخرى تعاني من شروط أهلها التعجيزية، أو
أخرى تريد الاستعجال لكي تصل لهذه المرحلة ... والأسباب كثيرة..
حتى عرفت أنّ المسافة ومساحة
الدائرة بيني وبين الكثيرات بعيدة جداً.. ولا ينفع معها الأخذ والعطاء، ولن نصل
لفهمٍ معين .. فكان على الأقل قول قناعتي وما أؤمن به، وما تؤكده لي الأيام كل يوم
وموقف..
النفس تعشق الجمال، وتبحث عن كل
جميل .. ويؤثر بها الجمال .. ولا نستطيع أن ننفي ذلك ، والرسول صلى الله عليه وسلم
قال "إنّ من البيان لسحرا"، فاللغة قادرة على سحر الناس.. كما كانت فتنة
آل داوود بالمزامير والأصوات الجميلة، فالصورة لا تقل أبداً بفتنتها عنهم .. وهي
أقوى سلاح منتشر في زماننا ..
التحرر والحرية في زماننا صعب..
وأنت بصداقتك لغيرك عليك أن تُحسن الصدق والنُصح والقول والعمل ... وأن تكونَ
أغْيَرَ منه على نفسه،،
ربما في زماننا ليس في الأمر نص
صريحٌ واضح.. لكنني على يقين، أنّ من يقرأ السيرة النبوية قراءة الفهم والتعمق،
يُدرك أنّ هذه الأمور لا تُرضي رسول الله صلى الله عليه وسلم ..
عيشوا حياتكم بكل حب .. وكونوا في
واقعكم (لمن يراكم) مثالاً يُحتذى به، ويتمناه الناس ليعيشوا مثله بل وأجمل منه ..
ودعوكم من قنوات التواصل، فلستم مضطرين لتُثبتوا سعادتكم أمامهم..
غَيرتي على بعض الأشخاص وهم يدور
اسمهم في ذهني، لأنّي أعرفهم سابقاً وأعرف كيف كانوا ملتزمين .. لكن في كل مرّة
تأخذني الحميّة لهذا الكلام، وأغضب لأنّ أمثالهم غدت تصرفاتهم كأي أشخاصٍ عاديين
لا يُبالون بغيرهم ..
** ملاحظة أخيرة:
لأنّ الدنيا قد تدور بنا .. وربما
يأخذني الهوى والزلل يوماً .. فإن رأيتم مني ذلك فلا تعدموني النصح : ) ..
أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم
...
هناك 6 تعليقات:
شكر الله لكِ يا حبيبة :)
وعلى إثر هذا المقطع "حتى عرفت أنّ المسافة ومساحة الدائرة بيني وبين الكثيرات بعيدة جداً.. ولا ينفع معها الأخذ والعطاء، ولن نصل لفهمٍ معين .. فكان على الأقل قول قناعتي وما أؤمن به، وما تؤكده لي الأيام كل يوم وموقف.."
أقول لا تقطعي الأمل فإنك لا تهدي من أحببت والله يهدي من يشاء.. ربِّ اغفر لنا وارحمنا واهدنا واهدِ بنا ياكريم.
هذا أهم ما جعلني أقرر ترك الفيسبوك و كما قلت في آخر منشور لي "ما المتعة في أن يشارك المرء أكثر لحظات عمره حميمية مع ملايين البشر ثم يطالبهم بألا يتدخلوا في خصوصياته؟!"
اللهم ارزقنا صدقا مع أنفسنا..
بوركت و بورك سعيك :)
أحسنت بارك الله قلمك .. وأنا مثلك استفزتني كثيرا المرحلة التي وصلنا إليها بفعل الخطوات الصغيرة .. بيبي ستيبس تغير أكثر مما نتخيل
عبّرت عما بداخلي ..عن ثورتي وغيرتي ..شكرا لك بتول ..
شكرا لصدقك ..شكرا لعدم تمّلقك أمام تلك الفئة التي تملك آلاف المعجبين ..
فعلا ..فيهم الخير الكبير لا يعدم ذلك أحد ..
لكن المشكلة تكمن في الدعوة إلى ذلك ..
بذلك السياق الذي يدغدغ مشاعر الفتيات ..بتلك الصور المحترفة ..
دائما ما اتسائل مع نفسي ..يا ترى ..قبل أن تصّور ذلك المشهد هل خططوا لنشره ..هل اعدّوا له ..هل استمتعوا حقا باللحظة وقداستها ..
اصبحت قداسة الحب معلنة مرئية للجميع ..
لا يستلذّ بها الا اذا شوركت مع آخرين لا نعرف وجوههم ولا مزالقهم النفسية والعاطفية ..
مهما كان الامر آمناً ..
القلوب تختلف ..والنفوس ايضا ..هناك عين محب وعين حاسد وعين كاره ..
صدق ابن حزم حينما قال :
" كم رأينا من فاخر بما عندهـ من المتاع
- طعام أو غيرهـ - فكان ذلك سببا لهلاكه - بعين حاسد أو كيد عدو - فإياك وهذا الباب فإنه ضرٌّ محض لا منفعة فيه أصلا " .
اللهمّ ردّنا وردّهم إلى ديننا ردّا جميلا يالله ..
بوركت ..
بوركت ابنتي و زادك الله فهمما و بصيرة
إرسال تعليق