هنيئا ً لك ِ أيتها الذبابة !!
كيف َ عبَـرت ِ الحدود بدون ِ سؤال ٍ ولا جواب ٍ ، ولم ينظر أحد ٌ إلى جوازك إن كان صالحا ً أم لا ، ولا حتى إن كان قد خـُتـِم َ أم لا ...
ولا السؤال الطبيعي بإظهار جوازك ...!
أخـَفَّ عليهم الحـِمل ُ فلم يسألوك ِ ؟ أأنت ِ أكرم ُ منّـي بعدم السؤال ؟
كم أشقى وأتعب في الركض خلف المعاملة ِ لإخراج جواز سفري ..
وأراك ِ أنت ِ قد عبرت ِ الحدود ، وقطعت ِ مسافات ٍ لا خـُبـْر َ لك ِ بها .. وحتى لم تدفعي تأشيرة الباص !!
كم تمنى بدر شاكر السيـّاب وكم سيتمنى الآن عند رؤية ذبابة ..
قد قال سابقا ً :
( ليت َ السفائن َ لا تـُقاضي راكبيها عن سفار ِ ..
أو ليت أن ّ الأرض كالأفق ِ العريض بلا بـِحار ) !!
كم تمنى الذهاب إلى الوطن ، وطنه العـِراق ، وهو يراه بالأفق ولكن لا يستطيع لمسه فوصل إليه بروحه ..
ولم يَمشي فطاف َ به قلبه ..
وأنت ِ أراك ِ قد قطعت ِ الحدود بلا عناء جواز السفر وإحضاره وخـَتـْمـِه ..
وركبت ِ الباص بلا تأشيرة القـَطـْع !!
ولم يسألك ِ أحد من أنت ؟ ومن أين ؟؟؟
رغم شقائي وعنائي في كل ِّ ذلك .. إلا ّ أنني أسعد ُ منك ِ يا ذبابة !!
فأنت ِ لم تـَرَيّْ وطني بتلك العين التي رأيتها بها ..
ولم تـَطوفي بجناحيك ِ فيه كما طافت روحي به ..
وقلبك ِ ما دق َّ لكل ِّ خـَطوة ٍ ، كما دق َّ قلبيَ الذي سار في أرجاءه ..
فقطف َ من ثـِماره .. وغـَرَف َ غـَرْفـَة ً من فـُراتـِه ..
بالتالي ، لم يـُخالـِط فـُراتـُه ُ دمك ِ كما خالـَطـَه أنا .. فدمي من تراب الوطن ِ الطاهر زاد طـُهرا َ بفـُراتـِه ، أمـّا دمـُك ِ أنت ِ !!! ،، فلا أدري أيّ حاوية ٍ قد فرّغت عفنها ورائحتها بك ِ ..
فلتنظر الحدود ُ إليَّ كما تشاء .. فأنا أكرم ُ منك ِ في كل شيء ..
ففي تأشيرة ِ الباص ؛ دفع ٌ للكرامة ِ والعزّة ،، ولم يكن سوى من سبيل ِ شقاءنا اليوميّ ، فـ يُدفع ُ لنا ، وندفع ُ لغيرنا ..
وجَـواز ُ سفري ؛ هي إحدى دلائل وجودي ومعاملتي كـ (إنسان) له ُ حقوق ٌ وواجبات .. أمـّا أنت ِ ! فما الذي يُـثبت ُ حقوقك وواجباتك ِ ؟!
وكل ُّ شيء ؛ ورُغم َ كـُل ِّ شيء : يهون ُ للوطن !!
هناك 4 تعليقات:
كثير من يتمنى أن يكون بمكانها...
ليرى وطنه ..ولو لثوان معدودة...ويرى أهله من بعد غياب طال ...
ربما كان لا بد من البعد لنعلم نعمة القرب ... :)
الذبابة ..
التي حين وصف الله الدنيا جعلها لا تساوي جناح بعوضة..!
هي مُهانة .. وربما سمحوا لها بأن تتحرك كيفما شاءت .. تعويض للإهانة..
ولأننا مكرمون يصعبون علينا كل شيء :)
نوع من رفع المعنويات ..
روعه بتول
أهلا بك ِ ..
فعلا ً لا نعلم بقيمة القرب سوى ببعدنا عمّن نحب ..
أتمنى أن نقدّم شيئا ً تجاه من ندّعي حبهم ، ووطننا الذي نحب ! ..
هبة :
امممم .. ربما قد يعتبر رفع معنويات !
لكن كثيرون من ينظرون أنـّهم أحقر من الذبابة ! .. فيتصرفون بعكس ذلك كله .. وأسوء من الذبابة !!!
أتمنى نعقل نحن أيضا ً .. ولا نحمّل الموضوع أكثر من وزن جناح البعوضة !
إرسال تعليق