حتى بدا له شعاع أمل ٍ وفكر ٍ كان دائماا ً ما يُخمده لسبب أو لآخر .. وتسير له الأقدار ؛ فتجمعه مع أُناس ٍ أصحاب أفكار وقيم ..
يحثـّوه على ما يفكـّر به .. وتعتصر بداخله دوّامة في الوقت نفسه حين النظر إلى من هم من نفس مستواه في العمل ، لكنـّهم رَضـَوْ بواقعهم فلم يـُغيـِّروا ساكنا ً ..
يسمع هذا الفتى صوته الداخليّ ؛ لأنـّه لا يريد أن يكون عاديا ً كغيره ، بل يريد أن يحقق " أسطورته الشخصيـّة "..
ينطلق في رحلته من إسبانيا إلى بلاد المغرب العربيّ، بعد أن باع غنمه الذي قضى معه عمرًا طويلا ً .. فبنظره أن ّ أسطورته الشخصية وتحقيقها يستحق ذلك ..
إن ّ أجمل ما في الرواية هي كتابته (باولو كويلو) وظهور تأثره الشديد في الحضارة العربية والإسلامية خاصة ..
إن ّ الحلم الذي رآه الفتى هو أن الكنز موجود ٌ بقرب الأهرامات ، يتعرّض خلال انتقاله من المغرب إلى مصر إلى الكثير من الأمور التي قد تعرقسل مسيره ، لكن ّ جـَلـّدَه ُ وإصراره وسماعه لصوته الداخلي كان يحثه على المـُضيّ ...
عند وصوله للأهرامات في مصر .. بعد أن أعياه المسير شهورًا .. وسرقة ما حصـّله ُ طِوال عمره .. أيقن َ أن ّ الكنز الذي يبحث عنه كان أمام ناظره في إسبانيا طوال الوقت ..
في مكان كان يجلس به ليستريح هو وغنمه ..
كثير من الأمور لا تظهر لنا .. رغم أننا نراها كل يوم .. ربما لأننا اعتدنا رؤيتها هكذا فلم نفكـّر يومًا بتغيرها أو إزاحتها ...
أو لأن ّ هناك الكثير الذي كان ينقصنا لنكتشف أن ّ هذا الشيء فعلا ً هو الذي كنا نبحث عنه ..
إن ّ الفتى الخيميائي ؛ كان يرقد وغنمه يوميًا وينام طوال الليل في مكان كنزه ، لكنه لم يكن ليدركه يومًا ..
حتى اخترته الحياة ؛ فكان عليه السفر والتعلم والبحث والصبر والإكتشاف وأهم ذلك (التأمل في الكون)، ليكتشف ويُبْصِر كنزه الذي كان أمام عينيه ..
فاكتشف بسفره وانتقاله هذا ؛ لغات وبلاد وأديان ، فاتقن العربيـّة جيّدًا ، ووجد الحب الذي كان يبحث عنه ، وكنزه الذي فقد وأراد البحث عنه ... وصنع بعد ذلك كله وحقق (أسطورته الشخصيـّة )
نحن أيضا ً علينا أن نبحث ونستكشف ونـُخالـِط ، ونختبر ونجرّب ، ونتأمل في تفاصيل هذه الحياة ونتعظ من أعمالها ..
لنكون قادرين على صنع أسطورتنا الشخصيـّة .. بل والأسطورة نفسها ...
فماذا ينقصك ؟!